قد يكون تصديق هذا صعباً، خاصة إن كنت قد شاهدت فيلم 300! ولكن المدن الإغريقية كانت تطبق قوانين صارمة في الحد من استخدام السلاح. فبالرغم من الطبيعية القتالية للمجتمع اليوناني (بل وربما بسببها) فقد كانت الأسلحة ممنوعة في الأماكن العامة داخل المدينة.
كان معتقد الإغريق بأن "القوانين تحكم وحدها، فإن حكمت الأسلحة، قتلت بذلك القانون". وكان منع الأسلحة صيانة للمساواة في المجتمعات الديموقراطية أو الجمهورية. فقد كانت احتمالية استخدام أحدهم لسلاحه لتخويف الآخرين قائمة بوجود السلاح، مما يمكن أن يؤذي المجتمع المدني. لذا قد كان على كل من يتواجد داخل أسوار المدينة أن يضع سلاحه جانباً، وكان حمل السلاح في أماكن التجمع العامة أو في الأسواق مساوياً للتحريض على العنف.
ويحكى أن أحد مشرعي هذا القانون اليونان، وهو كارنوداس اليوناني-الصقلي، عاد في أحد الأيام من الريف إلى مكان التجمع العام داخل المدينة دون أن يخلع عنه سلاحه. وكان قد حمل سلاحه سابقاً خوفاً منه من قطاع الطرق في الريف، ولكنه ولخرقه للقانون الذي سنه بنفسه انتحر في العلن بالخنجر ذاته الذي كان يحمله.
أما بالنسبة للرومان فقد قلدوا الإغريق في القوانين التي سنوها مانعين حمل السلاح داخل أسوار المدينة، بل حتى أنهم تجاوزا جيرانهم اليونان وجعلوا من الأمر جرماً دينياً بالإضافة لكونه جرماً بحق القانون.
المصدر
هنا