داء التغفيق أو النوم القهري؛ ما هو؟
الطب >>>> معلومة سريعة
ومن الصعوبة معرفة عدد الأشخاص المصابين بداء التغفيق بالضبط؛ بسبب وجود العديد من الحالات التي لا يُبلَّغ عنها. ويُعتقد أن الرجال والنساء يتأثرون بالتساوي، على الرغم من أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الحالة قد تكون أكثر شيوعًا عند الرجال (3).
يمكن تشخيص التغفيق خطأً على أنه اضطراب نفسي أو حتى صرع (4)، إذ يبلغ متوسط الوقت من بداية ظهور الأعراض حتى التشخيص قرابة 15 عامًا (1)، وغالبًا ما تبدأ أعراض التغفيق في خلال فترة المراهقة، على الرغم من تشخيصها عادةً بين سن 20 و40 عامًا (3).
بداية؛ يجب الحديث قليلًا عن النوم الطبيعي واختلافه عن داء التغفيق:
يبدأ النوم الطبيعي بمرحلة تُسمى حركة العين غير السريعة، خلال هذه المرحلة، تتباطأ موجات الدماغ على نحو كبير، وبعد مرور ساعة أو أكثر من حركة العين غير السريعة (non-rapid eye movement - NREM) يتغير النشاط الدماغي ويبدأ نوم حركة العين السريعة (rapid eye movement - REM). وتحدث معظم الأحلام في أثناء نوم العين السريعة (2).
أما في داء التغفيق، فقد يدخل المريض في مرحلة (REM) دون المرور في (NREM) سواءً في الليل أو النهار. يوجد بعض التغيرات قد تحدث في داء التغفيق تكون مشابهة للتغيرات في مرحلة (REM) عند الشخص الطبيعي؛ مثل فقدان مقوية العضلات والشلل والهلوسة. لكن الفرق هو أنها في داء التغفيق تحدث في أثناء اليقظة أو النعاس وليس في أثناء النوم (2).
لا يسبب التغفيق مشكلاتٍ صحيةً جسديةً خطيرةً أو طويلة الأمد؛ ولكن يمكن أن يكون له تأثير كبير في الحياة اليومية (3)، فيمكن ملاحظة فرط النعاس في أثناء اليوم مترافقًا مع قلة في التركيز والانتباه، إذ يجد المريض صعوبةً في العمل وأداء المهام اليومية، وعادةً ما يكون النعاس المفرط في أثناء النهار هو أول الأعراض التي تظهر وغالبًا ما يكون الأكثر إزعاجًا، وضعف عضلي مفاجئ (الجمدة) ثنائي الجانب غالبًا، يستغرق بضع ثواني أو عدة دقائق ويظل المرضى خلالها واعين. يتراوح بين تلعثم في الكلام إلى ضعف شامل للعضلات كلها، ويحدث نتيجةً لانفعال عاطفي؛ غالبًا الضحك أو أية انفعالات أخرى. وقد يصاب المرضى بشلل مؤقت في أثناء الخلود للنوم أو عند الاستيقاظ. ومن الأعراض أيضًا: الهلوسة وانقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم (1-4).
ويُعدُّ السبب الدقيق لهذه الحالة مجهولًا، لكن وُجد لدى بعض المرضى مستويات منخفضة من مادة الهيبوكريتين -ناقل عصبي كيميائي في الدماغ يساعد على ضبط الشعور باليقظة- (1-3)، ويُعتقد أن نقص الهيبوكريتين ناتج عن مهاجمة الجهاز المناعي عن طريق الخطأ للخلايا التي تنتجه أو المستقبلات التي تساعد في عمله، لكن هذا لا يفسر جميع حالات التغفيق (3)، إذ تؤدي العديد من النواقل العصبية الأخرى دورًا في دورة النوم والاستيقاظ (1).
وحاليًّا لا يوجد علاج لداء التغفيق (3)؛ ولكن يمكن للأدوية وبعض الخطوات لتعديل نمط الحياة أن تساعد على التحكُّم في الأعراض (1,3)، منها:
تنظيم أوقات اليقظة والنوم ليلًا وأوقات للغفوات مدةَ 20 دقيقة على مدار اليوم.
تجنب النيكوتين والكحول -وخاصة ليلًا- لأنها تزيد الأعراض سوءًا.
ممارسة الرياضة بانتظام.
ومن المهم أيضًا تقديم الدعم النفسي (1-3).
وتجنب الحرمان من النوم (4).
وفي حال كانت الأعراض مزعجة جدًّاً؛ تُوصف الأدوية التي يمكن أن تساعد على تقليل النعاس في أثناء النهار ، ومنع نوبات الجمدة وتحسين النوم في الليل (3).
المصادر:
2. Narcolepsy - Symptoms and causes [Internet] USA: Mayo Clinic; 2020 [cited 2021 Sep 21]. Available from: هنا
3. Narcolepsy - Overview [Internet].UK:NHS; [updated 2019 May 13; cited 2021 Sep 20]. Available from: هنا
4 Koziorynska E, Rodriguez A. Narcolepsy: clinical approach to etiology, diagnosis, and treatment. Rev Neurol Dis [Internet]; 2011 [cited 2021 Sep 21].;8(3-4):e97-106. PMID: 22249574. Available from: هنا