العلاقة بين انخفاض حاصل الذكاء والأمراض النفسية
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
ما هو حاصل الذكاء (IQ)؟ إعداد: Leen Sumakieh. تدقيق لغوي: عبد الرحمن داده. المصادر:
أداة لقياس الذكاء باستخدام فحوصات نفسية تقوم على أساس انحراف الذكاء، إذ تُحَوسَب نتائج فحوصات الأفراد، ويُحسب تباينها عن القيمة الوسطية التي هي 100 نقطة، وإن ثلثَي النتائج تزيد أو تنقص بمقدار 15 نقطة عنها، وأكثر من 95% من النتائج تقع بين 70 و130. بعض الفحوصات تقيس الذكاء الشفهي، وأخرى تقيس الذكاء في الأداء، وإن التباين في النتائج يفيد في تشخيص اضطرابات التعلم، وتقييم سرعة الأداء، والقدرة على التركيز، والفهم الشفهي، والتنظيم الإدراكي، ينتقد بعضهم طريقة تفسير النتائج، ولكن هذا لا يمس موثوقيتها (1).
ما تغيرات الذكاء في الأمراض النفسية؟
بعد قياس الذكاء ومقارنته بين مرضى الفصام (Schizophrenia)، والاكتئاب (Major Depressive Disorder)، وثنائي القطب (Bipolar) في مراحل المرض المختلفة؛ سُجل ذكاء منخفض عند المرضى مقارنةً مع الأصحاء في مرحلة ما قبل ظهور المرض، وبالمقارنة كان ذكاء مرضى الفصام أخفض من مرضى الاكتئاب، ولم يُسجل فرق مهم بين الاكتئاب وثنائي القطب، وفي مرحلة ما بعد ظهور المرض سُجل انخفاض مهم في ذكاء المرضى، ومثل المرحلة السابقة سجل الفصام معدل ذكاء أخفض من الاكتئاب وثنائي القطب ولم يكن هناك اختلاف مهم بينهما (2).
الغوص عميقًا في الشيزوفرينيا:
عند مقارنة الذكاء بين مرضى الفصام وأقاربهم من الدرجة الأولى، وأشخاص أصحاء في مرحلتي ما قبل المرض وبعده، كان ذكاء مرضى الفصام وأقارب الدرجة الأولى قبل المرض منخفضًا مقارنةً مع أشخاص أصحاء، أما في مرحلة ما بعد ظهور المرض فسُجل انخفاض مهم في ذكاء مرضى الفصام، ولم يُسجل انخفاض كبير عند أقارب الدرجة الأولى مقارنةً بالأصحاء، كما وُجد ارتباط قوي بين حاصل الذكاء لدى الأصحاء وعدد سنوات الدراسة (3).
استخدام حاصل الذكاء أداةً للتنبؤ بالأمراض النفسية؟
وُجد ارتباط مهم بين الذكاء المنخفض بعمر الطفولة؛ وتطور بعض الأمراض النفسية بعمر البلوغ مثل الفصام والاكتئاب واضطرابات القلق عمومًا، وقد وُجد ارتباط قوي مع تزامن الأمراض النفسية واستمرارية الاكتئاب بعمر البلوغ، ولم يوجد ارتباط له مع الكحول واستخدام المخدرات بعمر البلوغ، من جهة ثانية وُجد ارتباط قوي بين الذكاء المرتفع وأمراض الهوس (4).
في النهاية، هناك عوامل إرباك مثل الوضع الاجتماعي، والاقتصادي، ورفض الأم الطفل، والتعنيف الجسدي والجنسي، التي ترتبط جميعها بانخفاض ذكاء الطفل والإصابة بالأمراض النفسية عند البلوغ. عند إزالة هذه العوامل يمكن ربط الذكاء المنخفض وحده بوصفه عامل خطر للإصابة ببعض الأمراض النفسية (4).