العوائق التي تَحول دون الالتزام بنظام غذائي صحّي
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
تُشير الأبحاث إلى أنّ صعوبة الالتزام بنظام غذائي تتأثر في عوامل مختلفة، إليكم أهمّها:
1- العوامل التطورية: من مصلحة البشر أن تكون لديهم رغبة مُتأصلة في الغذاء من أجل البقاء. ومع ذلك، قد تنحرف هذه الرّغبة، وقد يُصاب بعض الأشخاص -بما في ذلك بعض مرضى السمنة والنهم على وجه الخصوص- باعتماد غير صحي على الطعام اللذيذ الذي يتعارض مع نمط الحياة الصحي (2).
2- العوامل الهرمونية: قد تؤدي الاختلالات الهرمونية أيضًا إلى صعوبة الالتزام بنظام غذائي. الهرمونات مثل (الغريلين - Ghrelin) و (اللبتين - leptin)، إلى جانب مستويات السكر في الدم، تخبر الدماغ متى يأكل ومتى يتوقف، فاللبتين هو هرمون الشبع الذي يرسل إشارة إلى الدماغ عندما يكون البطن ممتلئًا، ومن ناحية أخرى، فإن الغريلين -هرمون الجوع- يُرسل إشارة إلى الدّماغ بأنه جائع. ومع ذلك، يرتبط تناول الطعام ارتباطًا وثيقًا بالعواطف، ويمكن لنظام المكافأة في الدماغ تجاوز التحذيرات من الجسم في حالات الإفراط في تناول الطعام (3).
3- الأمن الغذائي: أظهرت الدراسات الحديثة أن انعدام الأمن الغذائي يُمثّل عائقًا رئيسًا أمام الالتزام بنظام غذائي صحي. ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى اتّخاذ خيارات تعطي الأولوية للقدرة على تحمُّل التكاليف والتوافر على التغذية، ممّا يجعل من الصعب الحفاظ على نظام غذائي صحي، فعند عدم توفر الخَيارات الصحية أو عدم القدرة على تحمل تكاليفها تصبح الأولية تناول الطعام حتى ولو لم يكن بالجودة المطلوبة (4).
4- العوامل الاقتصادية والثقافية: على سبيل المثال، إنّ الأفرادَ ذوي الدخل المنخفض هم أكثر عرضة لنظام غذائي غني بالسكريات المُضافة والدّهون المشبعة، نظرًا لحقيقة أن هذه الأطعمة غالبًا ما تكون أرخص ومتاحة بسهولة أكبر من الخيارات الصحية. وبالمثل إن الأفراد الذين يعيشون في المناطق الحضرية منخفضة الدخل، لديهم وصول أقل إلى أماكن مصادر الفواكه والخضروات الطازجة، مما يجعل من الصعب عليهم الحفاظ على نظام غذائي صحي. علاوة على ذلك، يمكن للمعايير الثقافية والمجتمعية أن تؤدّي دورًا في تشكيل العادات الغذائية للأفراد (5,6).
من المهم تطوير استراتيجيات للتغلب على تلك العوامل، ومساعدة الأفراد على الحفاظ على نظام غذائي صحي طويلًا. قد يشمل ذلك معالجة انعدام الأمن الغذائي، وزيادة الوصول إلى خيارات الغذاء الصحي، وتعزيز المعايير الثقافية والمجتمعية التي تعطي الأولوية لعادات الأكل الصحية. ومن المهم مراعاة الاحتياجات والظروف الفريدة لكل فرد عند تطوير هذه الاستراتيجيات. إضافةً إلى ذلك، قد يتطلب تعاونًا بين مقدّمي الرعاية الصحية وصانعي السياسات والمنظمات المجتمعية، إذ يمكن أن يشمل ذلك مبادرات مثل زيادة الوصول إلى خيارات الغذاء الصحي في المناطق منخفضة الدخل، وتوفير التعليم والموارد بشأن الأكل الصحي، وتنفيذ السياسات التي تعزز الخيارات الغذائية الصحية.. (7).
من خلال معالجة هذه العوائق، يمكن للأفراد تحسين صحتهم العامة ورفاهيتهم وتحقيق هدفهم المُتمثل في الحفاظ على نظام غذائي صحي.
المصادر
2- Avena NM, Rada P, Hoebel BG. Evidence for sugar addiction: Behavioral and neurochemical effects of intermittent, excessive sugar intake. Neuroscience & Biobehavioral Reviews [Internet]. 2008 [cited 2023 Jan 15];32(1):20–39. Available from: هنا
3- Cummings DE, Overduin J. Gastrointestinal regulation of food intake. Journal of Clinical Investigation [Internet]. 2007 [cited 2023 Jan 15];117(1):13–23. Available from:
هنا
4- Coleman-Jensen A, Rabbitt MP, Gregory CA, Singh A. Household Food Security in the United States in 2021. Usda.gov [Internet]. 2022 [cited 2023 Jan 15]. Available from: هنا
5- Andrieu E, Darmon N, Drewnowski A. Low-cost diets: more energy, fewer nutrients. European Journal of Clinical Nutrition [Internet]. 2006 [cited 2023 Jan 15];60(3):434–6. Available from: هنا
6- Zenk SN, Schulz AJ, Israel BA, James SA, Bao S, Wilson ML. Neighborhood Racial Composition, Neighborhood Poverty, and the Spatial Accessibility of Supermarkets in Metropolitan Detroit. American Journal of Public Health [Internet]. 2005 [cited 2023 Jan 15];95(4):660–7. Available from: هنا
7- The State of Food Security and Nutrition in the World 2022- Executive summary [Internet]. www.fao.org. [cited 2023 Jan 15] Available from: هنا