تناول المأكولات البحرية في فترة الحمل؛ فوائد ومخاطر
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
إضافةً إلى أنه قد تحتوي بعض أنواع المأكولات البحرية -خاصةً الأسماك المفترسة والكبيرة كالقرش وأبو سيف فعلى الرغم من عدم شيوع تناولها في بلادنا، فإنها تُؤكل كثيرًا في بعض البلدان) على معدلات مرتفعة من (الزئبق - Hg) و(ميثيل الزئبق - MeHg). وعلى الرغم من أنه لا يمثل مصدرًا للقلق بالنسبة لمعظم البالغين، فيجب على النساء اتباع بعض الاحتياطات الخاصة في حال كنّ حوامل أو يخططون للحمل؛ إذ إن تناول السمك الغني بالزئبق بانتظام قد يسبب تجمع المادة في مجرى الدم على مدار الوقت. وقد تؤدي كثرة الزئبق في مجرى الدم إلى تلف الجهاز العصبي للطفل ودماغه وهما في طور النمو (2).
ما الكمية الموصى بها من المأكولات البحرية؟
توضح الأبحاث الحديثة أن عديدًأ من النساء في سن الإنجاب والنساء الحوامل والمرضعات على وجه الخصوص، لا يستهلكن كفايتهن من المأكولات البحرية للحصول على الفوائد الصحية المثلى لأنفسهن ولأطفالهن. لذا توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالة حماية البيئة (EPA) أن تتناول النساء الحوامل على الأقل ما يقرب 8 أونصات (226 غرامًا) وما يصل إلى 12 أونصة (340 غرامًا) من مجموعة متنوعة من المأكولات البحرية منخفضة الزئبق في الأسبوع، وهي ما يقرب حصتين غذائيتين أو ثلاث حصص أسبوعيًّا (3).
وهنالك أنواع مختلفة من المأكولات البحرية التي تحتوي على كمية منخفضة من الزئبق وكمية مرتفعة من الأحماض الدهنية أوميغا 3، كالسلمون والرنجة والسردين والروبيان وسمك البلطي وسمك السلور والتونة المعلبة (2).
من جهة أخرى يختلف استهلاك الأسماك لدى النساء في سن الإنجاب والنساء الحوامل وما بعد الولادة فيما يخص النساء ذوات الخصائص الاجتماعية الديموغرافية المختلفة، وفيما يخص أولئك الذين يعيشون في مناطق جغرافية مختلفة، فقد خلُصت الأبحاث السابقة إلى أن استهلاك الأسماك كان أعلى بين النساء الأكبر سنًا، واللواتي دخلُهن أعلى، ومستويات تعليمهن عالي، لكن على الرغم من هذه الاختلافات، فإن النمط العام هو أن معظم النساء في سن الإنجاب والنساء الحوامل والمرضعات يأكلن أقل من الكمية الموصى بها من المأكولات البحرية (3).
ويعدُّ تحديد التوصيات فيما يخص استهلاك الأسماك للنساء الحوامل والمرضعات أمرًا صعبًا؛ لأن استهلاك الأسماك له مخاطر صحية إضافةً إلى فوائده؛ بسبب أن ميثيل الزئبق هو المحرك الأساسي للمخاطر الصحية؛ فالزئبق سم عصبي تصبح الأجنة حساسةً له خصوصاً مع تطور أجهزتهم العصبية. ويعدُّ استهلاك الأسماك المصدر الرئيس للتعرض لميثيل الزئبق، وتُحذر النساء في سن الإنجاب، وخصوصاً النساء الحوامل أو اللاتي قد يحملن، من تعرضهن للزئبق عن طريق استهلاك الأسماك (3).
إرشادات أخرى تتعلق بتناول المأكولات البحرية في أثناء الحمل:
تجنب الأسماك الكبيرة والمفترسة: على الرغم من أن تناول هذه الأنواع ليس شائعًا في بلادنا، فهو شائع في بلدان أخرى وقد يكون على قائمة الطعام في المطاعم وهو غني بالزئبق، لذا؛ لتقليل تعرضكِ إلى الزئبق، لا تتناولي سمك القرش أو (سمك أبو سيف - Swordfish).
عدم تناول الأسماك القشرية النيئة: لتجنب البكتيريا أو الفيروسات الضارة، كالمحار والسوشي والمأكولات البحرية المثلجة وغير المطبوخة المكتوب على عبوتها أنها مملحة أو منقوعة في محلول ملحي أو مدخنة أو مقدَّدة.
طهي المأكولات البحرية جيدًا: يجب طهي أغلب المأكولات البحرية على درجة حرارة داخلية تبلغ قرابة 63 درجة مئوية. ويمكن التعرف على نضج الأسماك عندما تنفصل على شكل رقائق، وتبدو أجزائها جميعًا بلون غير شفاف (2).
وعلى الرغم من أن الزئبق قد يضر بدماغ الجنين في أثناء نموه، فإن تناول كميات متوسطة من المأكولات البحرية التي تحتوي على معدلات منخفضة من الزئبق في أثناء فترة الحمل لا يبدو أنه يسبب المشكلات. وقد تعزز الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في عديد من أنواع السمك النمو المعرفي الصحي السليم للجنين. وما زال أنكِ تتجنبين أنواع السمك المعروفة باحتوائها على معدلات كبيرة من الزئبق أو المختلطة بمواد ملوِّثة، فقد تصبح المأكولات البحرية جزءًا منتظمًا من خطة الأكل الصحية في أثناء فترة الحمل (2).
المصادر:
2- Pregnancy and fish: What’s safe to eat?. Mayo Clinic [Internet]. 2021 [cited 2023 Jun. 9]. Available from: هنا
3- Connelly NA, Lauber TB, Knuth BA. Preferences for seafood consumption advice in pregnant American women. Environmental Research [Internet]. 2022 [cited 2023 Jun. 9];214:114058. Available from: هنا