تطبيق نظرية السّلوك المُخطّط (TPB) لفهم الخيارات المتعلّقة بالتّغذية والحدّ من هدر الطّعام
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
في الجانب الآخر، هناك حاجة ماسّة إلى بذل الجهود للحدّ من سلوكيات المدخول الغذائي غير الصّحي لدى الشباب، إذ ارتبطت زيادة الوزن والسمنة في مرحلة الطفولة بعدد لا يحصى من الحالات الصحية والتنمر والاكتئاب، وتدني احترام الذات، والصورة السلبية للجسم، إضافةً إلى زيادة الوزن والسمنة في مرحلة البلوغ والتي لها أمراض مصاحبة معروفة (2).
لمعالجة زيادة الوزن والسمنة لدى الشباب وكذلك تقليل هدر الطعام، قد تكون الأطر النظرية أكثر فعالية من تلك التي لا ترتكز على النظرية. يمكن أن تكون التدخلات القائمة على النظرية فعالة في تعزيز تغيير السلوك؛ أحد النماذج الواعدة هو (نظرية السلوك المخطط - Theory of Planned Behavior (TPB)) هي نظرية نفسية اجتماعية تحاول التنبؤ وفهم سبب قيام الفرد بسلوكيات معينة (1,2).
تُعدّ نظرية السلوك المخطط (TPB) إطارًا فعّالًا لفهم السلوكيات المتعلقة بالتغذية والتنبؤ بها، بما في ذلك الحدّ من هدر الطعام والمدخول الغذائي غير الصحي. يقترح TPB أن سلوك الفرد يتأثر تأثُرًا مباشرًا بنيّته في أداء هذا السلوك. وتتشكل هذه النية من خلال ثلاثة عوامل رئيسة:
1. الموقف: تقييمنا الشخصي للسلوك، سواء كنا ننظر إلى تقليل هدر الطعام على أنّه أمر إيجابي أو سلبي. أظهرت نتائج مقالة علمية مراجعة ركزت على استخدام TPB لتقييم تناول الطعام الصحي والوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية أن الاتجاه له أقوى علاقة مع النية السلوكية الغذائية (الموقف)، بينما كانت النية هي متنبئ أكثر شيوعًا لأداء السلوك (2).
بخصوص هدر الطعام تشير الأبحاث إلى أن المواقف تجاه الحد من هدر الطعام يمكن أن تتأثر في تثقيف الأفراد عن الآثار البيئية والاقتصادية لهدر الطعام، مما يؤدي إلى تغيير المواقف، ويمكن لحملات التوعية التي تُسلط الضوء على فوائد الحد من هدر الطعام، مثل توفير المال والحفاظ على الموارد أن تعزز المواقف الإيجابية (1).
2. المعايير الذاتية: كيف ندرك آراء الآخرين بشأن السلوك، بما في ذلك الضغط الاجتماعي أو الموافقة؟ تؤدي التأثيرات الاجتماعية، مثل ممارسات وتأييد الأصدقاء أو العائلة أو الشخصيات العامة المؤثرة، دورًا حاسمًا في تشجيع السلوكيات مثل الحدّ من هدر الطعام. يمكن للمبادرات المجتمعية وحملات وسائل التواصل الاجتماعي تعزيز هذه المعايير على نحوٍ فعّال (3).
3. التحكم في السلوك المدرك: إيماننا بقدرتنا على أداء السلوك الذي يتضمن المعرفة والمهارات والموارد. يُعدّ تمكين الأفراد بالمعرفة والأدوات اللازمة للحد من هدر الطعام أمرًا حيويًّا. يمكن أن يشمل ذلك نصائح عن تخطيط الوجبات، وتقنيات تخزين الطعام المناسبة، وفهم الملصقات الغذائية، والطرائق الإبداعية لاستخدام بقايا الطعام. كذلك فإنّ إمكانية الوصول إلى مرافق التسميد، وبرامج تقليل هدر الطعام يمكن أن تزيد من ثقة الأفراد في قدرتهم على تقليل هذا الهدر (4).
خطوات عملية لتقليل هدر الطعام:
في الختام، فإن تطبيق TPB للحدّ من هدر الطعام ينطوي على معالجة المواقف، والمعايير الذاتية، والسيطرة السلوكية المتصورة. ومن خلال التأثير في هذه العوامل، يمكن توجيه الأفراد نحو اتخاذ خيارات مستنيرة تؤدي إلى تقليل هدر الطعام، والإسهام في الاستدامة البيئية، والكفاءة الاقتصادية، والرفاهية الاجتماعية. قد يكون TPB أيضًا إطارًا فعّالًا لتحديد وفهم السلوكيات المتعلقة بتغذية الأطفال والمراهقين، مما يسمح بتطوير مبادرات مصممة خصيصًا تستهدف الممارسات الغذائية السيئة لدى الشباب (2).
المصادر: