هل مقدَّرٌ لبعض الأشخاص أن يعانوا السمنة؟
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
المواد المسببة للسمنة، وتعرف أيضًا بـ(المواد الكيميائية المعيقة لعمل الغدد الصم - Endocrine Disrupting Chemicals (EDCs)، التي يمكنها أن تتعارض مع أي نشاط هرموني للغدد الصم بما في ذلك الاستقلاب، والتواؤم بين المركبات الإنزيمية ومستقبلاتها، الأمر الذي يؤدي إلى اختلال حالة التوازن الهرموني في الخلايا. لذلك؛ يزداد خطر الإصابة بعديد من الأمراض، كمتلازمة الاستقلاب والسرطانات وغيرها) (2).
وتعرّفها جمعية الغدد الصم بأنها مادة خارجية أو خليط من مواد كيميائية، وقد تتداخل مع أي جانب من جوانب عمل الهرمونات (3).
من المحتمل أن تكون هذه المواد الكيميائية قادرةً على الإسهام ليس فقط في تطور السمنة والاضطرابات الأيضية لدى الأفراد، لكن أيضًا في أولادهم، إذ تتمتع بالقدرة على إعادة برمجة المورثات لتكوين الجسم، والتحكم في وزنه في أثناء الفترات الحرجة من التطور، كمرحلة الجنين والسنوات الأولى من العمر والبلوغ، وهي تؤدي إلى عواقب فيزيولوجية مرضية في تكوين الدهون وتحللها والمناعة والتأثير في الشهية ومعدل إنفاق الطاقة، والتغيرات في أداء ميكروبيوم في الأمعاء وعديد من العمليات الأخرى (1).
أما عن نسبة خطر التعرض لهذه المركبات، فنحن معرضون لها دائمًا من مصادر متنوعة، كالأغلفة البلاستيكية للأطعمة، ومستحضرات العناية الشخصية، وبعض الأجهزة الطبية، والمبيدات والأسمدة المختلفة (2).
إن الأمر الأساس الذي دفع إلى دراسة هذه المركبات هو تأثيرها في الأجنة، إذ ذكرت إحدى الدراسات أنه "تبدأ السمنة في الرحم"، ويفسر ذلك إلى حد ما سبب ازدياد عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا الذين يعانون السمنة المفرطة (3).
وقد رُبطت تغذية الأم والإجهاد وحالة مستوى الأنسولين جميعها بخطر السمنة لدى الأجنة، وهذا يعمم الرأي القائل أنه تؤدي بيئة ما قبل الولادة دورًا مهمًا في تحديد إذا ما كان الفرد عرضةً للسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي أم لا (3).
فيما يخص آلية التأثير فإنه يصعب تحديدها بدقة، فقد جرى التعرف على ما يقرب 50 مركبًا معززًا للسمنة، إلا أن قليلًا منها فقط عُرف آلية عمله (3).
مصادر وجودها في الأغذية (1):
وسنذكر بعضًا من هذه المركبات وكيف يُعتقد أنها تؤثر في الجسم:
1) BPA (Bisphenol A):
هو مركب كيميائي مُصّنع يستخدم في صناعة المواد البلاستيكية وراتنج الإيبوكسي، مما يعني انتشار استخدامه في عديد من المنتجات، كالزجاجات، وعبوات الطعام البلاستيكية والمعدنية.
تكمن خطورة هذا المركب في أنه لا يبقى مرتبطًا بمادة العبوة، بل ينتقل إلى الطعام المحفوظ بداخلها، ومنه إلى الشخص الذي سيتناوله. وقد أظهرت نتائج دراسة أن التعرض إلى BPA في أثناء الحمل كان مرتبطًا بارتفاع السكر في الدم وزيادة مقاومة الأنسولين، وأصبح احتمال البدانة أكبر مع التقدم في العمر (2).
2) (الفاتالات - Phthalates):
هي مركبات كيميائية مصنّعة تضاف إلى البلاستيك لزيادة مرونته ومتانته، وقد أظهرت نتائج دراسات أنها تثبط تخليق هرمون التستوستيرون، ولها تأثير مخفض للذكورة (2).
ووجدت دراسة أخرى أن التعرض لها في فترة الحمل يؤدي إلى زيادة في وزن الجسم لدى الأطفال الذكور والإناث، وأظهرت زيادةً في كتلة الدهون في الجسم وانخفاضًا في الكتلة غير الدهنية لدى الإناث (2).
3) المبيدات الحشرية:
وجدت دراسات أن تعرض المرأة الحامل لمبيد (Vinclozolin (VZ)) في أثناء فترة تحديد جنس الجنين أدى إلى طول مجرى البول عند الإناث وتضخم الإحليل عند الذكور وزيادة مستقبلات البروجسترون لدى كِلا الجنسين (2).
ما زالت الأبحاث عن هذه المركبات في بداياتها. لذا؛ لا بد من دراستها دراسةً أعمق في المستقبل من أجل تقليل محتواها في الأغذية قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال أُجريت دراسة في عام 2021 من أجل إزالة بقايا المبيد الحشري (ديازينون - diazinon) من عصير التفاح التي كانت نتيجتها أن تخمير العصير باستخدام بكتيريا Lactobacillus acidophilus في مكان بارد مدة 28 يومًا أدى إلى التخلص من بقايا المبيد الحشري تمامًا (1).
المصادر: