اختلافات غير متوقعة بين حليب الأم وحليب الأطفال
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
حليب الثدي عبارة عن سائل بيولوجي مهم لنمو الرّضع وتطورهم على نحوٍ مثالي. إنّ الرضاعة الطبيعية توفر التغذية المثلى والحماية الصحية للأشهر الستة الأولى من العمر.
يُقصد بحليب الأطفال أن يكون بديلًا فعّالًا لتغذية الرضع على الرغم من أنّ إنتاج منتج مماثل لحليب الأم غير ممكن، فقد بُذلت جهود كبيرة حليب الثدي من أجل نمو وتطور الرضيع الطبيعي.
يشيع استخدام حليب البقر أو حليب الصويا بوصفهِ قاعدة، مع إضافة مكونات تكميلية لتقريب التركيبة على نحوٍ أفضل من حليب الثدي البشري، ولتحقيق الفوائد الصحية، بما في ذلك الحديد والنيوكليوتيدات وتركيبات خلطات الدهون مثل حمض الأراشيدونيك (AA) وحمض الدوكوساهيكسينويك (DHA) (1).
يحتوي حليب الأم على الكربوهيدرات والبروتين والدهون والفيتامينات والمعادن والإنزيمات الهاضمة والهرمونات. إضافةً إلى الخلايا الضامة والخلايا الجذعية وعديد من الجزيئات النشطة بيولوجيًّا.
وهو عبارة عن مصفوفة مُعقّدة بتركيبة عامة من 87% ماء، 3.8%دهون، 1% بروتين و 7% لاكتوز (1,2).
توفر الدهون واللاكتوز على التوالي، 50%و40% من إجمالي طاقة الحليب.
فوائد الإرضاع الطبيعي:
للرضع الذين يرضعون من الثدي خصائص نمو مختلفة مقارنةً بالرضع الذين يرضعون حليبًا صناعيًّا. وقد يكون لديهم مخاطر أقل للسمنة وتزايد حدوث مقاومة الأنسولين المبكرة والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني لدى المراهقين (2).
يمتص الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية الدهون امتصاصًا أفضل من الأطفال الذين يرضعون حليبًا صناعيًّا نظرًا لوجود الليباز في حليب الأم غير متوفر في حليب البقر.
يستهلك الرضيع السليم الذي يرضع من الثدي حليبًا أقل (حوالي 85 كيلوكالوري / كغ من وزن الجسم / يوم) خلال الأشهر الأولى من حياته مقارنةً بالرضيع نفسه الذي يُعطى حليب الأطفال المخصص (100 كيلو كالوري / كغ / يوم ) ٖ(2).
على صعيد آخر، عند مقارنة الرضع الذين يرضعون من الثدي بالأطفال الذين يرضعون حليبًا اصطناعيًّا لوحظ لديهم معدل أقل من الأمراض المعدية، مثل الإسهال، التهاب الأذن الوسطى وأمراض الجهاز التنفسي السفلي. وذلك بسبب احتواء حليب الأم على مكونات متعددة من المحتمل أن تتوسط في هذا التأثير المضاد للعدوى والمعزز مناعيًّا مثل الغلوبولين المناعي A، اللاكتوفيرين، الليزوزيمات، المكونات الخلوية السليمة و Oligosaccharid .
مخاطر الرضاعة الطبيعية
نقص الحديد هو ضعف شائع عند الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية، ما يصل إلى 30% من الرضع يعانون فقرَ الدّم بسبب نقص الحديد، وأكثر من 60% من الأطفال المصابين بفقر الدم يعانون أيضًا نقصَ الحديد في عمر 12 شهرًا، على الرغم من أنّ المسببات غير واضحة.
محتوى الحديد في حليب الأم منخفض: 0.5 مغ / لتر مقارنة بـ 10-12 مغ / لتر في تركيبات حليب البقر المكملة.
ومع ذلك، فإنّ معدل الامتصاص أعلى بكثير. يمتص الرضع الذين يرضعون من الثدي ما يصل إلى 50% من الحديد المستهلك، مقارنةً بمعدل امتصاص 7-12% للرضع الذين يتغذون بالصيغة .
الجدير بالذكر أن خطر نقص الحديد يزداد بعد عمر 4 أشهر من العمر، إذ يولد معظم الأطفال الناضجين ولديهم مخزون كافٍ من الحديد لدعم تخليق الهيموغلوبين خلال الأشهر الأربعة الأولى بعد الولادة (2).
في نطاقٍ آخر بيّنت عدة تقارير وجود حالات من الكساح التغذوي عند الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية، ولاسيما في المناخات الشمالية، من المحتمل أن يكون هذا بسبب قلّة التعرض لأشعة الشمس، وهو أمر شائع على نحوٍ متزايد مع استخدام واقيات الشمس والميل إلى تغطية الأطفال لأسباب صحية أو ثقافية.
حليب الأم، مثل حليب البقر، يحتوي نسبةً منخفضةً جدًّا من فيتامين D، بمتوسط تركيزات من 24-68 وحدة دولية / لتر.
نظرًا لأن الأطفال يستهلكون أقل من 0.5 لتر من الحليب / يوميًّا في الأشهر الأولى من العمر، فإنّ الأطفال الذين يرضعون من الثدي يحصلون على فيتامين D أقل بكثير من المدخول الكافي البالغ 200 وحدة دولية / اليوم.
مع التعرض لأشعة الشمس، من غير المحتمل أن تحدث هذه المشكلة.
ومع ذلك، فإن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بنقص فيتامين D معرضون على نحوٍ متزايد للإصابة بالكساح، مثل أولئك الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس (2,3).
المصادر: