بحث يكشف القليل من الغموض عن متلازمة البشر الذين يمشون على أطرافهم الأربعة
البيولوجيا والتطوّر >>>> التطور
عوارضٌ متشابهةٌ يتشارك بها خمسة أفراد من عائلة تركية مؤلفة من تسعة عشر فرداً تتراوح أعمارهم بين (14-32 عاماً) يمتازون بإعاقةٍ متمثلةٍ بعدم المقدرة على الانتصاب، وضعفٍ في المقدرات العقلية، وصعوبةٍ في الكلام، إضافةً إلى نقصٍ في الأنسجة المخيخية، ودُعيت هذه الظاهرة "متلازمة يونر تان" -Uner Tan Syndrome (UTS)- نسبةً إلى اسم عالم البيولوجيا التركي يونر تان الذي قام بتوصيفها للمرة الأولى.
وفي أحدث الدراسات التي أُجريت من قبل الباحثة ليزا شابيرو (Liza Shapiro) المختصة بعلم الانسان وسلوكياته (الانثروبولوجيا)، وُجِد أن هذه الإعاقة لا تمثل دليلاً على التطور العكسي للإنسان، حيث دحضت الادعاءات التي اعتبرت أن أنموذج السير هذا يعتبر مماثلاً لما هو موجود عند بقية الثدييات من غير الإنسان، وقد كان هذا هو التعليل الذي اعتمد عليه العلماء بدايةً في تفسير هذه الحالة، فقد كانت أولى النظريات التي أصدرتها جامعة تشوكوروفا (Cukurova) التركية تعتقد بأن الأفراد المصابين بهذه المتلازمة -نتيجةَ طفرةٍ وراثيةٍ ربما أصابتهم- يُعدون أُنموذجاً للتراجع في التطور عند الإنسان الذي تطور لينتقل من السير على أربع إلى القدرة على الانتصاب، ووفقاً للنظرية التي نشرتها الباحثة مؤخراً، وُجد بمقارنة طريقة المشي لدى هذه العائلة مع طريقة مشي الثدييات الأُخرى، كالقردة، أن طريقة المشي غير متشابهة، فلم يستخدم المصابون بالمتلازمة طريقة المشي القطرية التي تستخدمها الحيوانات (أي يتحرك كل طرف من الأطراف السفلية مع المقابل له من الأطراف العلوية، مثلاً؛ تتحرك القدم اليمين وتليها اليد اليسار مباشرةً، ثم القدم اليسار وتليها اليد اليمين مباشرةً).
وكجزءٍ من الدراسات، أجرى العلماء أبحاثهم مؤخراً على نحو 518 حالةٍ تعاني من المتلازمة، وبدرجات مختلفة، وتم تحليل نمط الحركة لديهم بمن فيهم العائلة التركية التي اكتُشِفَت لديها هذه الظاهرة أولاً.
خلال الدراسة طُلب من مجموعةٍ من المتطوعين الأصحاء الذين لا يعانون من هذه الإعاقة أن يسيروا مستخدمين الأيدي والأقدام معاً، وبالمقارنة مع مرضى المتلازمة، وُجد أن أكثر من 98% من العينة المدروسة تسير بتسلسل جانبي، بمعنى أنهم يحركون القدم أولاً ثم اليد التي تقع معها في ذات الطرف (مثلاً؛ القدم اليمنى وتليها اليد اليمنى) ومن ثمً بشكل مماثل يحركون الطرف الآخر.
وبهذا خلصت نتائج البحث إلى أنَّ رغم غرابة طريقة المشي على أربع بسب الإعاقة لمن يعانون من متلازمة UTS إلا أنّها تماثلت مع النموذج الذي اعتمده الأفراد السليمون عندما طُلب منهم السير على أربع، وبذلك يعتبر تعليل الظاهرة التي سببتها هذه الإعاقة على أن أفرادها اعتمدوا طرق الحركة الحيوية الأساسية هو الأنسب على أن يتم نسبها لإحدى فرضيات التطور.
المصدر:
هنا
هنا