إعادة التدوير... وهذه المرة للإنسان!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
يشكل هذا الاختراع منفذاً لتغيير رؤية الناس للموت و تحويله من نهاية للحياة إلى بداية لحياة جديدة من خلال الطبيعة بشكل صديق للبيئة بمعنى تغيير نظرتنا لما قد يكون أهم لحظة في حياة الإنسان.
تُصنع الجرّة من غلاف ثمار جوز الهند، الخث المضغوط Peat، والسيللوز وهي قابلةٌ للتحلل بشكل كامل في الطبيعة، وتتألف من قسمين: العلوي وهو الذي سوف يحتوي البذور المختارة من قبل الشخص، والسفلي الحاوي على الرماد؛ رماد جثتك. يسمح تصميم هذا الهيكل بفصل البذور عن الرماد مرتفع الحموضة لمساعدتها على النمو بشكل طبيعي وسليم، ومع بدء تحلل الجرة بسبب زراعتها في الأرض تكون الجذور قد أصبحت قوية كفاية لتنغرس بالتربة المحيطة وتصبح جزءاً منها. لا تمتلك الجرة مدة صلاحية إذ يمكن شراؤها والاحتفاظ بها لمدة طويلة كما يمكن استخدام الرماد القديم المحفوظ في جرات أخرى مهما كان عمره.
وزّعت الشركة المنتجة حتى الآن ما يقرب السبعة آلاف جرة حول العالم حيث يمكن للزبون عند الطلب تحديد نوع النبات الذي يرغب بوضع بذوره داخل الجرة من بين البلوط، القيقب، الصنوبر، السرو أو الزان، كما يمكن أن تشترى فارغة ليقرر بنفسه النبات الذي يريد ويضيف بذوره إليها فيما بعد. تبلغ تكلفة الجرة الواحدة هي 145 دولار في كلتا الحالتين (مع أو بدون بذور).
يروّجُ منتجو الجرة فكرتهم بالدّعوة إلى أن يخلّف المرء وراءه شجرةً بدلاً من نصبٍ تذكاريٍّ أو ما شابه، كما يوفرون شحنها لأي مكان في العالم ويدّعون بقدرتها على دعم أي نوعٍ من البذور قد ترغب به.
ظهرت الفكرة في العام 1997 وفازت بجوائز في العام 2002 و 2005 قبل أن تصبح مشروعاً متكاملاً له أكثر من 28 موزعاً في عدة بلدان. كان الغرض من الفكرة توفير وسيلة تذكّر للأحبة بعد فقدانهم بشكل مستدام وطبيعي وبالتالي تحويل الموت من انتهاء للحياة إلى تجديد وعودة للحياة عن طريق الطبيعة فالفكرة تطرح فلسفة الشركة أكثر مما تطرح فكرةً أو سبقاً علمياً.
إن ترميد جثث البشر يتم على حرارة 800 – 1000 درجة مئوية باستخدام غاز البروبان وكل ما يبقى هو بعض الأملاح والمعادن التي تحتاجها النباتات في تغذيتها عموماً. تجبُ الإشارة إلى موضوع أساسيٍّ لا تتناوله الشركة بكثير من التفصيل وهو كيفية تحويل جثث أحبائك إلى رماد. توجد في الواقع دول تنظم استخدام الرماد الناتج عن حرق الموتى وتوفر الخدمات والتصاريح اللازمة لذلك؛ كأن يصرّحَ ذوو المُتوفّى ببعثرةِ رمادِ جثّةِ فقيدهم في الغابات أو البحار. على العموم، يحقّ لأيّ فردٍ استخدام رماد أحد أفراد أسرته لكنّ مسألة حرق الجثة وما يستلزمه ذلك من مكان خاص قد لا يكون في متناول العديدين، الأمر الذي لن يسمح للجميع باستخدام جرة الرماد Bios Urn.
قد لا يعارض البعض الفكرة لما تحمله من تجديد للحياة في حين قد يعارضها البعض أخلاقياً ويبقى أن تشاركونا آرائكم.
يمكنكم زيارة موقع الشركة المصنعة من هنا
هنا
كما يمكنكم مشاهدة الجرة من هنا
هنا
المصادر:
هنا
هنا