تقييم الجنس
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة
نُقيّمُ الجنسَ مثل أي فعل آخر أخلاقيًا بعدّه جيدًا أو سيئًا عن طريق تقييم حدثٍ خاص أو نوعٍ عام من الفعل الجنسي.
وبالتحديد تنقسم الأحكام إلى الفعل الجنسي إلى ثلاثة أنواع:
- الأول أن يكون واجبًا أخلاقيًا، فعند الزواج يصبح الجنس التزامًا أخلاقيًا.
- والنوع الثاني أن يكون الفعل نافلًا، بمعنى أن يكون تطوعيًا دون أي التزام اجتماعي.
- والنوع الثالث هو أن يكون خطأ من الناحية الأخلاقية مثل الاغتصاب.
فإذا كان أيُ فعلٍ جنسي غير أخلاقي -كالاغتصاب مثلًا- فإنّ كل الحالات التي تندرج تحت هذا النوع هي حُكمًا غير أخلاقية، ولكنْ في حالاتٍ أخرى قد يكون الفعل الجنسي مقبولًا وبقبول من الطرفين، ولكن الحالة التي يحدث فيها هذا الفعل قد لا يكون مقبولًا من الناحية الأخلاقية مثل الخيانة الزوجية، وفي هذه الحالة فإن الحكم يكون على هذه الحالة تحديدًا بأنها غير مقبولة أخلاقيًا، وليس على الفعل الجنسي برمته.
ويمكن تقييم النشاط الجنسي أيضًا على أنه جيد أو سيء بمقاييس ومعايير لا تعتمد على الناحية الأخلاقية، مثل أن يكون الفعل مُرْضٍ للطرفين أو لا.
فيُمكن لفعلٍ جنسي أن يكون مُرضيًا، ولكن من الناحية الأخلاقية هو غير مقبول مثل الزنا، وقد يكون الفعل الجنسي غير مُرْضٍ للطرفين، ولكنّه مقبول من الناحية الاجتماعية.
ولذلك فإنّ الجنس وتقييمه إما أخلاقيا (جيد أو سيء) أو بأيّ تقييمٍ آخر، ليس له علاقة بالأخلاق بل حول الارتباطات النفسية والعاطفية بما هو صحيح من الناحية الأخلاقية، فإنّ أيّ فعلٍ جنسي صحيح من الناحية الأخلاقية غالبًا ما يكون الفعل المرضي، وإن اختلفت تصنيفاتنا حول ما هو المقبول أخلاقيًا أم لا.
وما إذا كان الفعل الجنسي يوفر الرضا من الناحية الجسدية والأخلاقية ليس المعيار الوحيد في الحكم على هذا الفعل، فعديد من النشاطات الجنسية يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر الجسدية والنفسية مثل احتمال انتقال فيروس الإيدز إلى أحد الطرفين عن طريق الطرف الآخر.
ولذلك فإنّ تقييم الجنس هنا لا يقتصر على الإشباع، بل نأخذ في الحسبان بعض التحفظات الأخرى كاحتمال انتقال بعض الأمراض أو حدوث الحمل غير المرغوب فيه، وقد ينتج أحيانًا عن الفعل الجنسي الغضب أو الندم أو الشعور بالذنب.
ومن منظور آخر مختلف، قد يسأل البعض: ما الجنس؟ فيختلف مفهومه باختلاف الثقافات، ولذلك يختلف الحكم عليه من الناحية الأخلاقية، ففي بعض الثقافات قد تُعدّ بعض التصرفات جنسية في حين قد لا تكون كذلك في ثقافات أخرى، فالحركات الجسدية تكتسب معانيها عن طريق الثقافة التي تُعلَّق عليها هذه المعاني.
ويُعرف هذا الرأي بالبنائية الاجتماعية، ويقول أحد دعاة هذا المذهب بأن معنى ومضمون الشهوة الجنسية يختلف كثيرًا بين الجنسين والطبقات الاجتماعية والثقافات، فلا يوجد فئة أو معيار مجرد أو شامل لما قد يُعدّ مثيرًا.
وبحسب نانسي هارتسوك (1943–2015) بأن "الجنس يجب ألّا يُفهم على أنه مجموعة من الخصائص التي تحدد الفرد، أو على أنها مجموعة من الدوافع والاحتياجات، بل يجب أن يُفهم بعدّه أمرًا بُني تاريخيًا وثقافيًا. ولذلك فإنّ أي شيء يُمكن أن يصبح رمزًا للإثارة" (156)
فتاريخ الجنس هو تاريخ خطابنا حول الجنس كما عبّر عنها ميشيل فوكو(1926 – 1984)، فيرى فوكو بأننا نخترع أمورًا باختراع كلمات لها، فبعض ما نعده أمراضًا نفسية كالشبق، التي نُقيّمها على أنها خطأ من الناحية الأخلاقية، هي عبارةٌ عن مجموعة من الأنماط التي اخترعنا كلمة لها، فهي ليست أمرًا ملموسًا ومستقلًا بحد ذاته بل هي عبارة عن مجموعة من الكلمات والملاحظات والتقييمات.
المراجع:
هنا Internet Encyclopedia of philosophy.
Craig، Edward. Routledge Encyclopedia of Philosophy. Routledge: New York. 1998
Soble، Alan. The Philosophy of Sex. Rowman & Littlefield Publishers، Inc. :2002