مبادئ ريادة الأعمال
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> ريادة الأعمال
لم يرد ذكر مصطلح "ريادة الأعمال" في اللغة العربية، فهي مصطلح في اللغة الفرنسية entrepreneur تعني اقتصاديًا توسّط
العلاقة بين رأس المال واليد العاملة مع تحمل مخاطرة المشرع.
ظهر مفهوم ريادة الأعمال في القرن السابع عشر على يد الإقتصادي الفرنسي Jean Baptiste Say وتطور منذ ذلك الحين، فبينما
فسره الكثيرون ببساطة بأنه البدء بعمل ما؛ إتجه أخصائي الإقتصاد إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبره البعض –رائد الأعمال- الشخص
المستعد لخوض المغامرة في مشروع ما إذا ما التمس منه فرصة هامة لتحقيق الربح؛ بينما أكد آخرون دور رائد الأعمال باعتباره
المبتكر الذي يسوق لاختراعه؛ فيما يقول فريق آخر بأن رواد الاعمال هم الذين ينتجون متطلبات السوق من البضائع أو العمليات التي
لم تلبى بشكل صحيح.
أما في القرن العشرين، فقد ركز العالم الاقتصادي جوزيف شومبيتر (1883- 1950) على الدور الذي يؤديه توجّه رائد الأعمال
نحو الإبتكار والتطوير في خلق التقلب والتغيير، حيث صور شومبيتير رائد الأعمال كقوة "التدمير الخلّاق" التي يستخدم فيها رائد
الأعمال "تركيبة جديدة " تبيد الصناعات القديمة بحيث يتم إعادة بناءالطرق القديمة في ممارسة الأعمال التجارية من خلال إنشاء
وسائل أفضل للقيام بها.
من جهة أخرى وسّع خبير الأعمال بيتر دراكر (1909-2005) الفكرة إلى أبعد من ذلك، فقد وصف رائد الاعمال بالباحث عن
التغيير ليتفاعل معه باعتباره فرصة يمكن استغلالها ولعل أوضح هذه الأمثلة التغيير في تقنيات الاتصالات من الآلة الكاتبة إلى
الحاسب الشخصي فالإنترنت.
يتفق معظم الإقتصاديين في هذه الأيام على أن ريادة الاعمال هي عنصر ضروري لتحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل في
جميع المجتمعات. تعتبر المشاريع الصغيرة الناجحة في الدول المتطورة، المحرك الأساسي لتوليد فرص العمل ونمو الدخل؛ وخفض
نسب الفقر، لذلك فإن دعم الحكومات لريادة الاعمال هو استراتيجية هامة لتطوير الاقتصاد.
صرحت اللجنة الاستشارية للصناعة والأعمال المنبثقة عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في عام 2003 "أن السياسات الرامية
لتعزيز ريادة الأعمال هي عامل أساسي في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية الاقتصادية"، وعلى ذلك فإنه من الممكن للمسؤولين
الحكوميين توفير الحوافز التي تشجع رواد الأعمال على المخاطرة في البدء بمشاريع جديدة، ومن ضمن هذه الحوافز قوانين حماية
حقوق الملكية وتشجيع نظام السوق التنافسية.
ومن ناحية أخرى فإن لثقافة المجتمعات دوراً مؤثراً في كمية ريادة الأعمال في هذه المجتمعات، حيث تظهر مستويات جديدة من
ريادة الاعمال نتيجة الإختلافات الثقافية التي تجعل ريادة الاعمال أكثر أو أقل إغراءً على المستوى الشخصي. فالمجتمعات التي تمنح
الثناء الأعلى للأشخاص الذين يعتلون هرم المنظمات أو أصحاب الخبرات العملية قد تثبط ريادة الأعمال، أما الثقافات والسياسات التي
تعظم مكانة الأشخاص العصاميين فإنها تقوم بدور تشجيعي أكبر لريادة الأعمال.
إن ما سبق هو المقال الأول من سلسلة مقالات تعنى بالعناصر الأساسية لريادة الاعمال. كل من هذه المقالات سيتضمن أفكاراً نظرية
و أمثلة تطبيقية شائعة في العديد من البلدان لريادة الاعمال.
من المتوقع أن تجيب هذه المقالات على الأسئلة التالية:
لماذا وكيف يصبح الناس رواد أعمال؟
لماذا تعد ريادة الاعمال مفيدة لأي اقتصاد؟
كيف يمكن للحكومات أن تشجع ريادة الاعمال ومعها النمو الاقتصادي؟
المصادر
Principles of Entrepreneurship U.S. Department of State/Bureau of International Information Program
PDF
هنا
هنا