هل يزيد استعمالُ أدويةِ الربوِ أثناء الحمل من خطرِ الإصابةِ بالتوحّدِ عند الأطفال؟
الطب >>>> مقالات طبية
اقترحت دراسةٌ نُشِرت في 6 كانون الثاني 2016 قامت بها Carol Gidaya الباحثةُ في جامعةِ Drexel في فيلادلفيا بالولاياتِ المتحدة، بأنّ الأطفالَ المولودين لأمهاتٍ يتناولن منبّهات بيتا (beta agonists) أثناء الحملِ للسيطرةِ على نوباتِ الرّبو يكونون معرضين بشكلٍ أكثرَ من غيرهم للإصابةِ بالتوحّد ومن هذه الأدوية Albuterol، Salmetrol و Formoterol.
وأضافت Gidaya بأن الربوَ غيرَ المسيطرِ عليه أثناءَ الحمل يرتبط بحدوثِ إختلاطاتٍ عديدةً أهمُّها الخداجُ (الولادةُ قبلَ الأوان)، نقصُ وزنِ الولادةِ والحاجةُ للقبولِ في قسمِ الحواضنِ للاستشفاء، وترتبط هذه الاختلاطاتُ بشكلٍ كبيرٍ بزيادةِ معدّلاتِ الإصابةِ بالتوحّد لدى الأطفال.
ودعّمت Gidaya نظريتَها بدراسةٍ مشابهة أجرَتها على فئرانِ التجارب ممّا أثّر على نمو الخلايا العصبيةِ الجنينيةِ لديهم عند استعمال منبهات بيتا. وهنا أكّدت Gidaya بأنه لايوجد فرقٌ بين منبهات بيتا طويلةِ الأمد أو قصيرةِ الأمد من حيثُ خطرِ الإصابةِ بالتوحد. حيث يتمّ العلاجُ بمنبهاتِ بيتا بواسطةِ نمطين دوائيين، الأولِ هو منبهاتُ بيتا قصيرةُ الأمد والتي تستعمل عند الحاجة فقط للسيطرة على النوبِ عندَ حدوثها، أما النمطُ الثاني فهو منبهاتُ بيتا طويلةُ الأمد والتي تستعملُ بين النوبِ (بشكل منتظم) للوقايةِ من حدوثها.
وكان مدير مركز Duke للتوحد وتطور الدماغ في Durham قد نشر سابقاً مقالةً يؤكّد فيها على أنّ تناولَ منبهاتِ بيتا أثناءَ الحمل يحمل فوائدَ ومضاراً في تطورِ الجنين، ونصح السيداتِ الحواملَ بإخبارِ طبيبهنّ عن تعاطيهنّ لهذه الأدوية لاتخاذ الإجراءاتِ اللازمةِ والمناسبةِ بحسبِ كلِّ حالة.
ومن العواملِ المتهمةِ بأنها سببٌ للتوحدِ هي تشاركٌ للعواملِ الجينيةِ والبيئيةِ كالاختلاطات أثناءَ الولادةِ خاصةّ المسببةِ لنقصِ الأوكسجين، التعرضِ لبعضِ الأمراضِ المعديةِ أثناءَ الحملِ والتعرضِ للملوّثاتِ وتناولِ بعضِ الأدويةِ أثناءَ الحملِ خاصةً الأدويةَ المضادةَ للإختلاج (أدوية الصرع) الحاويةَ على الفالبرويك Valproic acid.
وفي دراسةٍ قام باحثون بالتحكمِ بجميعِ عواملِ الخطرِ للتوحدِ بما في ذلك عمرِ الوالدين، الربوِ عند الأم وإختلاطاتِ الولادةِ، كانت نسبةُ الخطرِ لإصابةِ الطفلِ بالتوحدِ هي 30% في حالِ تعرِّضه لمنبهاتِ بيتا داخلَ الرحم. وبحسب ماقاله مديرُ مركزِ Duke للتوحد وتطور الدماغ بأنه بالرغمِ من أنّ هذه النسبةَ تبدو كبيرةً، فإن زيادةَ خطرِ حدوثِ التوحدِ قليلةٌ إجمالاً. ويؤكد على ضرورة إجراء دراساتٍ أكثرَ لتأكيدِ العلاقةِ بين منيهات بيتا والتوحد.
وبشكل عام فإن مايقاربُ الـ 4% فقط من الأطفالِ المصابينَ بالتوحدِ كانوا قد تعرّضوا لمنبهات بيتا.
وهناك من يقول بأنّ هذه النتائجَ لا تثبت سببَ وتأثيرَ هذه الأدويةِ على الطفلِ وأنّه لا داعٍ لأن تتخلى الأمُّ الحاملُ عن علاجاتها حتى الآن.
وفي النهاية تضيف Gidaya بأن الباحثينَ لم يستطيعوا حتى الآن حصرَ الأسبابِ البيئيةِ وراءَ الإصابةِ بالتوحدِ كالتعرضِ للملوثاتِ والأدويةِ... وبأنه يجب دراسةُ بيولوجيا الأدويةِ المتّهمةِ لفهمِ آليةِ إحداثِها للتوحد..
المصدر:
هنا
حقوق الصورة:
alobacsi.com