منقوع البابونج وسرطان الغدة الدرقية
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
حيث قامت الدكتورة Athena Linos الباحثة في مجال الصحة البيئية في Prolepsis في اليونان مع زملائها بفحص معدلات السرطان و العادات الغذائية عند 113 مريضاً يتعالجون في اثنتين من مشافي أثينا بسبب سرطان الغدة الدرقية بين عامي 1990-1993، وتمت مقارنة نتائج هؤلاء المرضى بنتائج 138 شخصٍ آخر موزعين بين معافين أو مصابين بمرضٍ ليس له علاقة بسرطان الغدة الدرقية، و بنتائج 286 مريض غدة درقية غير سرطاني (أمراض حميدة).
حيث قام الباحثون باستبيانٍ حول نظام حياتهم وما يتناولونه من طعامٍ وشراب. وبعد أخذ العمر، الجنس، و مؤشر كتلة الجسم (BMI) بالاعتبار؛ تبيّن أن احتمال تطور أي نوعٍ من سرطان الغدة الدرقية الخبيث ينخفض بشكلٍ ملحوظٍ كلما ازداد استهلاك شاي البابونج. حيث أن الأشخاص المشاركين في الدراسة والذين كانوا يشربون شاي البابونج من 2-6 مرات بالأسبوع كانوا أقل عرضةً للإصابة بشذوذٍ في الغدة الدرقية بنسبة 70% من باقي الأشخاص، بينما أدى استهلاك شاي البابونح على مدى 30 سنة بانتظام إلى انخفاض احتمال الإصابة إلى 80%.
بالرغم من أن الدراسة لا تجزم بأن شاي البابونج يمنع تشكل سرطان الغدة الدرقية إلا أن الدكتورة Linos تؤكد على أن نتائج هذه الدراسة تعتبر دليلاً جديداً على ميزة وفائدة الحمية المتوسطية بشكلٍ عام في الحماية من أنواع السرطان؛ حيث أن العديد من الأشخاص في اليونان يتبعون الحمية المتوسطية، حيث أن (1.6) شخص فقط من كل (100,000) شخص يشخَّصون بسرطان الغدة الدرقية الخبيث كل سنة بحسب الدكتورة Linos، والذي يعد منخفضاً مقارنةً مع متوسط الإصابة بهذا المرض في غير دول وهو 13.2 و 5.2 من بين كل 100.000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا على التوالي، وتفترض الدكتورة أن هذا الاختلاف قد يعود إلى الاختلاف في الحمية الغذائية المتبعة في اليونان.
بما أن هذه الدراسة اعتمدت على بياناتٍ تعود للـتسعينات فقد تكون العادات الغذائية قد تغيرت الآن مما يجعل النتائج غير عمليّةٍ لجميع الأشخاص الذين يشربون الشاي في أيامنا هذه، كما بينت Samantha Heller أخصائية التغذية في مركز جامعة نيويورك للسرطان العضلي الهيكلي و مركز الجامعة للأداء الرياضي.
إن شاي البابونج (والذي يصنع حصراً من زهرة البابونج الكاميليا الصينية Camellia sinensis plant) لا يعتبر في الحقيقة نوعاً من أنواع الشاي كما بينت أخصائية التغذية Heller. أما نوع الشاي المذكور في الدراسة اليونانية السابقة هو خليطٌ من الأوراق، والجذور، والجذع و البذور أو خليط مع أزهار لنباتات أخرى.
ويجب التنويه إلى أن الصلة بين خليط الأعشاب واستهلاك الشاي وتقليل المرض مهمٌّ بالفعل و لكنه ليس حاسماً أو حلاً سحرياً كما يظن البعض، فمن غير المحتمل أن تناول الشاي بالأعشاب مع سندويشة برغر بالجبنة والبطاطا المقلية يخفف من الآثار الضارة لهذه العادة الغذائية السيئة بل يجب أن تتبع حميةً صحيةً متكاملة.
وقد يرجع دور شاي الأعشاب في الحماية ضد السرطان أو الأمراض الأخرى إلى مكوناته ذات الخصائص المرتبطة بمضاداة الأكسدة ومضادات الالتهابات كالبولي فينولات والفلافونيدات، كما تقول الدكتورة Betul Hatipoglu اختصاصية أمراض الغدد في عيادة كليفلاند في أوهايو الأمريكية، والتي تؤكد أن سلوك الحياة يعتبر مهماً بشكلٍ عام، فمن الممكن أن الأفراد الذين استهلكوا الشاي بالأعشاب المذكور بالدراسة كانوا يتبعون أيضاً أسلوب حياةٍ أكثر حيوية كأن يكونوا أكثر حركةً و يتناولون أغذيةً أكثر صحية.
المصادر:
1. هنا
2. هنا