عادةً ما ينخفض ميول الناسِ إلى الأطعمة الحلوة بوصولهم سنَّ البلوغ، لكن هذا لا ينطبِقُ على الأشخاصِ الذين يعانون من البدانة. إذ تُشيرُ الدراسات الجديدة إلى أنّ انخفاضَ تفضيلِ الأطعمة الحلوة لا يحصل بنفس الدرجة عند الأشخاصِ البدناء، وهو ما يُفسّر رغبتهم المستمرة بتناول الأطعمة الحلوة والتي تتميز بشكلٍ عام بأنها غير صحيةٍ للجسم. كما يرتبط ذلك بوجودِ تباينٍ في آليةِ عمل المنطقةِ المخصصةِ لشعورِ المكافأة في الدماغ بين الأشخاص الذين يعانون من البدانة وأولئك النحيفين، الأمر الذي قد يلعب دوراً في ظاهرةِ تفضيل الأطعمة.

في حال تمتّع الشخص بوزنٍ طبيعيّ، فإن تفضيل الأطعمة الحلوة يزدادُ مع صِغَر السنّ وانخفاضِ عدد مستقبلات الدوبامين، أما عند الأشخاص الذين يعانون من البدانة، فإن ذلك لم يُشاهد بالشكلِ المذكور، إذ يعتقد العلماءُ أنهم تمكّنوا من تحديد شذوذٍ في العلاقةِ ما بين منطقةِ المكافأة ومستويات الدوبامين في الدماغ لديهم. وتجدر الإشارة إلى أن الدوبامين هو المادة الكيميائية الرئيسية في الدماغ التي تجعلنا نشعر بشعورٍ جيد.

ويمكن أن نرجعَ انعدام الترابط المذكور لدى الشخص البدين إلى مقاومةِ الأنسولين أو التغيرات التي تصيب معدّل الاستقلابَ بنتيجةِ البدانة، فضلاً عمّا لاحظَه الباحثون من تأثيرٍ طفيف لمستويات سكر الدم والإنسولين حتى وإن كان المشاركون لا يعانون من داء السكري، خاصّةً وأن بعضهم قد بدؤوا حينَها بإظهار مقاومةٍ للإنسولين، مما يمكن أن يغيّرَ استجابةَ الدماغ للأطعمةِ الحلوة. وهذا يعني أن الدهونَ الزائدةَ في الجسمِ لا تؤثر فقط على طريقةِ الاستقلاب، وإنَّما تؤثر أيضاً في كيفيةِ إدراكِ الدماغ للمكافآتِ عند تناول الطعام، وخاصة الحلو منه.
ويمكنكم قراءة المزيد من مقالاتنا السابقة عن مواضيع متعلّقة:
التوق لتناول السكر Sugar cravings - لماذا نعشق السكريات؟ وكيف نضع حدّاً لإدمانها هنا
إدارة وضبط الوزن من وجهة نظر علم النفس هنا
التحكم بإفراط تناول الطعام بواسطة هرمونٍ في الدماغ هنا
سلوك الأكل العاطفي 1- التعريف والدوافع هنا
سلوك الأكل العاطفي 2- الحلول الممكن اتباعها هنا
دور الحلويات في تشكيل الذاكرة المتحكمة بالعادات الغذائية هنا

المصدر:
هنا

الدراسة الأصلية:
هنا