الحميات المبتدعة - حمية الغريب فروت.. حقيقةٌ أم تلفيق؟
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
ولكن.. مهلاً، قبل أن تتوجه إلى السوق لتبتاع عدّة كيلوغراماتٍ من الغريب فروت عليكَ أن تشارِكنا قراءةَ هذا المقال.
الشرطُ الأول قبل أن تتخذ قرارك قبل الالتزام بهذه الحمية هو أن تكون شديد الولعِ بالغريب فروت، إذ أن معظمِ نُسخِ هذه الحمية تقترحُ وجوبَ تناولِه مع كل وجبة خلال اليوم. وتشمل حمية الغريب فروت التقليدية:
- تخفيف كمية السكريات والكربوهيدرات (بما في ذلك الأرزّ والبطاطا والمعكرونة).
- تجنب بعض أنواع الأطعمة كالكرفس والبصل الأبيض.
- تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين وبعض الدهون ومصادر الكوليسترول كالبيض واللحم الأحمر.
- تناول عصير أو حبّة غريب فروت قبل أو مع كل وجبة.
كما تتضمن الحمية بشُرب 8 أكوابٍ من الماء وكوباً واحداً من القهوة.
أما النسخ الأخرى فتختلف فيما بينها، فبعضُها يُخفّض كمية الحريرات كثيراً لتبلغ 800 كيلوكالوري/اليوم فقط، في حين يزيدُبعضُها الآخر من مدخولِ الجسم من الدهون والأطعمة الغنية بالكوليسترول مع الحدّ من الكربوهيدرات. كما تختلف فيما بينها بدرجة مرونتِها أو صرامتِها،إذ تسمحُ بعض أنواعِ حمية الغريب فروت بتناول الأطعمة بشكٍل طبيعي شريطة الإكثار من تناول الغريب فروت أو شرب عصيرِه.
يُذكر أن هذه الحمية –وعلى عكس الحميات الأخرى –لاتشترط ممارسة التمارين الرياضية للحصول على الانخفاض المرغوب بالوزن.
كان ذلك عن مبادئ هذه الحمية.. ولكن هل هي مفيدةٌ بالفعل؟ وهل تحقق الأثر المنشود؟
يبدو أن الأمر ليس كذلك، فالغريب فروت لا يحرق الدهون بتلك البساطة، علماً أن عدداً من الدراسات قد أُجريت لتحديد تأثيرِه على خسارة الوزن، ووجدت بالفعل أن الأشخاص الذين تناولوا نصف حبة غريب فروت قبل الطعام لمدة 12 أسبوعاً قد خسروا وزناً أكثر من أولئك الذين اعتمدوا حميةً خاليةً من الغريب فروت، ولكن السبب قد يُعزى - حسب العلماء–إلىارتفاع محتوى الثمرة من الماء، والذي يساعد في تعزيز الشعور بالشبع وبالتالي تناولِ كمياتٍ أقل من الطعام خلال الوجبة الواحدة.
وهذا يعني أن الأمل بحرق الدهون وخسارة عشر كيلوغراماتٍ في بضعةِ أيامٍ بمجرد تناول الغريب فروت قد ذهب مع الريح! خاصّةً أن أمراً كهذا سيكون غير صحيٍّ على الإطلاق ولا يُنصحالخبراء باتّباع إجراءٍ كهذا. وحتى إن حدث انخفاضٌ في الوزن باتّباع هذا النظام، فإنّه سرعانَ ما سيعود للتراكم لاحقاً ما أن تعود إلى نظام التغذية المعتاد، شأنَه شأن أي حميةٍ مُبتدَعة، ويُفضّل دائماً أن تتم خسارة الوزن عبرَ اتّباع نظامٍ غذائيٍ صحيٍ ومنتظمٍوأن تكوت الخسارة بطيئةً وتدريجيةً بهدفِ الحصول على نتائجَ دائمةٍ،مع زيادةِاحتمال المحافظة عليها.
هل يمكن أن تعتبر هذه الحمية جيدةً لبعض الحالات الخاصة؟
كلا، لا يُنصحُ ببرنامج الحمية هذا لأي حالةٍ كانت، خاصّةً وأنها لا تصلح للتطبيق طويل الأمد. كما يُمكن للغريب فروت أن يتعارض مع بعض الأدوية، بما فيها الستاتين Statins (وهي أدوية الكوليسترول)، وبعضُ أدويةِ ضغط الدم. ويُنصح عادةً باستشارة الطبيب المعالج حتى لمجرد التأكد من إمكانية تناول الغريب فروت أو شرب عصيره بشكل اعتياديّ.
الخلاصة يمكن اعتبار هذه الحمية وصفةً محتّمةً للملل الذي سيفضي إلى التوقف عن محاولةِ خفض الوزن وتثبيط العزيمة للوصول إلى نمط الحياة الصحي، وذلك لأنها لن تكون ذات فائدةٍعمليةٍ، خاصّةً وأن الأغذية المسموحة فيها محدودةٌ للغاية وبحصصٍ صغيرةٍ جداً.
ولكن، يمكن استهلاك الغريب فروت كجزءٍ من الحمية الطبيعية، ليس لقدرتِه السحرية على حرق الدهون، بل نظراً لما يتمتع به من فوائد صحيةٍ كثيرة.كما يمكن الاستفادة من تناولِه أو شرب عصيره قبل الوجبات لتساعدِ على الشعور بالامتلاء مما يفضي إلى تناول حريراتٍ أقل خلال الوجبة، ولكن بكمياتٍ معتدلة فقط.
المصدر: هنا