الباذنجان.. وبابا غنّوج المائدة الشامية
الغذاء والتغذية >>>> أطباق صحية
الباذنجان نباتٌ حوليٌّ عُشبيّ يتبعُ الفصيلةَ الباذنجانيّةَ، واسمُهُ العلميّ Solanum melongena، ويحظى بعدّةِ أسماءٍ إنكليزية منها aubergine، وegg plants، وgarden egg، وguinea squash، وmelongene، وbrinjal. يتميّزُ الباذنجانُ بلونِهِ البنفسجيّ الدّاكن أو الأسود، وهو غنيّ بالأليافِ، ومنخفضُ السّعراتِ الحرارية، ويوفّرُ مجموعةً من العناصرِ الغذائيّةِ، ممّا جعلَهُ عنصرًا أساسيًا في المطبخِ المتوسطيّ.
التركيبُ الكيميائيّ والغذائيّ للباذنجان:
يزنُ كوبٌ واحدٌ من الباذنجانِ المطبوخِ، قرابةَ 99 غراماً وتوفّر هذه الكميةُ 35 سعرةً حراريةً، و0.82 غرامًا من البروتين
و8.64 غرامًا من الكربوهيدرات، منها 3.17 غرامًا من السكر، كما يَحوي 0.23 غرامًا من الدهون و2.5 غرامًا من الأليافِ الغذائيّة.
كذلك يقدّم الباذنجان مجموعةً من العناصرِ المعدنيّةِ منها 188 ملغ من البوتاسيوم، و6 ملغ من الكالسيوم، وميلليغرامٌ واحدٌ من الصوديوم، و0.12 ملغ من الزنك، إضافةً إلى طيفٍ واسعٍ من الفيتامينات، إذ يقدّم 1.3 ملغ من الفيتامين C، و0.25 ملغ من الحديد، و11 ملغ من المغنيزيوم، و15 ملغ من الفوسفور، و14 ميكروغرامًا من حمض الفوليك، و85 ميكروغرامًا من الفيتامين B6، و2.9 ميكروغرامً من الفيتامين K.
الفوائدُ الصحيّةُ المُحتملةُ للباذنجان:
- صحةُ القلب: يحتوي الباذنجان كما ذُكر أعلاه على مجموعةٍ من المغذّياتِ الضروريةِ لصحةِ القلب، منها الأليافُ والبوتاسيوم والفيتامين C والفيتامين B6 عددٌ من المغذّيات النباتية phytonutrients. كذلك يحتوي الباذنجان على مجمعةٍ من مركباتِ الفلافونويدات، كالأنثوسيانينات، التي تعطي للباذنجان لونَه المميز وترتبطُ بانخفاضِ خطرِ الوفيّاتِ بأمراضِ القلب، وذلك وِفقًا لمراجعةٍ نُشرَتْ في المجلةِ الأمريكيّةِ للتغذيّةِ السّريريّةِ American Journal of Clinical Nutrition عامَ 2008.
- نسبةُ الكوليسترول في الدم: أظهرت بعضُ الأبحاثِ المجراةُ على مجموعةٍ من الأرانِبِ التي تعاني ارتفاعَ كوليسترول الدّم أنّ استهلاكَ عصيرِ الباذنجانِ قد أدّى إلى انخفاضِ مستوياتِ الكولسترول بدرجةٍ كبيرة. وقد تبيّنَ أنّ حمضَ الكلوروجينيك يمتلكُ فعاليةً مميزةً في إنقاصِ مستوياتِ الكوليسترولِ الضّار منخفضِ الكثافة LDL، ويفيدُ كعاملٍ مضادٍّ للجراثيمِ والفيروساتِ والسّرطان.
- السرطان: ثبتَ أنّ مادةَ البوليفينولِ الموجودةَ في الباذنجان تمتلكُ تأثيراتٍ مضادّةً للسّرطان، إذ يعملُ كلٌّ من الأنثوسيانين وحمضُ الكلوروجينيك على حمايةِ الخلايا من التّلفِ الذي تُسبّبُهُ الجذورُ الحُرّة، فيمنعانِ بذلك نموّ الورمِ وغزوَ وانتشارَ الخلايا السرطانية. كذلك يبدو أنّ التأثيرَ المُضادّ للسّرطانِ، والذي تتمتّعُ به مركّباتُ الأنثوسيانين، يساهمُ في منعِ الأوعيةِ الدمويّةِ الجديدةِ من التكوّن في الورم ويحدّ من الالتهاب ويعيقُ الأنزيمات التي تساعد الخلايا السرطانيةَ على الانتشارِ.
- الوظائفُ المعرفية: تُشيرُ نتائجُ الدّراساتِ التي أُجرِيَت على الحيواناتِ إلى امتلاكِ مركّبِ النازونين (أو الناسونين) nasunin لفعاليّةٍ مضادّةٍ للأكسدة تحمي أغشيةَ خلايا المخّ من التّلفِ الناجمِ عن الجذورِ الحرّة وتساعدُ في نقلِ العناصرِ الغذائيّةِ إلى الخلايا ونقلِ الفضلاتِ خارِجَها، علمًا أن النازونين هو أحدُ الأنثوسيانين التي تذخر بها قشورُ الباذنجان.
كذلك تساعدُ الأنثوسيانيناتُ عمومًا في منعِ التهابِ الأنسجةِ العصبيّةِ neuroinflammation وتسهّلُ تدفّقَ الدّم إلى الدماغ، الأمرُ الذي يمكن أنْ يُساعد في تحسينِ الذّاكرةِ ومنعِ الاضّطراباتِ العقليّةِ المُرتبطةِ بالعمر.
- التّحكّمُ بالوزنِ والشعورُ بالشبع: تعدُّ الأليافُ الغذائية عاملًا أساسيًا في إدارة الوزن أو خسارتِه، إذ تعملُ كعاملِ تضخم Bulking agents يزيدُ حجمَ الكتلةِ الغذائيّةِ في المعدةِ والأمعاء، ممّا يولّدُ شعورًا بالشبعِ ويُقلّلُ الشّهية. فضلًا عن انخفاضِ السّعراتِ الحراريّةِ في الباذنجان، ممّا يجعلُهُ رفيقًا ممتازًا لمن يرغبُ بخفضِ الوزن.
- صحةُ الكبد: تُشيرُ الأبحاثُ إلى أنّ مضاداتِ الأكسدةِ الموجودةَ في الباذنجان قد تُساعدُ في حمايةِ الكبدِ من بعضِ السّموم.
بعضُ المحاذيرِ المُتعلّقةِ بتناولِ الباذنجان:
يُمنع على بعضِ الأشخاصِ الذين يُعانون من حالاتٍ صحيّةٍ محدّدةٍ استهلاكُ كمياتٍ كبيرةٍ من الباذنجان، ويعودُ ذلك للأسبابِ الآتية:
- تأثيرُ النازونين (الناسونين) على امتصاصِ الحديد: يعملُ النازونين الموجودُ في الباذنجان على ربطِ عنصرِ الحديدِ، مانعًا بذلك امتصاصَه من قِبل الجسم. يمكن أن يكون هذا مفيدًا للأشخاصِ الذين يُعانون من ارتفاعِ مستوياتِ الحديد في أجسامِهم، وعلى العكس تمامًا، يجبُ على الأشخاصِ الذين يعانون من انخفاضِ مستوياتِ الحديد أن يحدّوا من استِهلاكِهم للباذنجان والأطعمةِ المحتويةِ على النازونين.
- علاقةُ السولانين بالالتهاب: ينتمي الباذنجان لعائلةِ الباذنجانيّات nightshade family، وتحتوي نباتاتُ هذه العائلةِ على مركّباتٍ قلويديّة alkaloids منها السّولانين، الذي يمكن أنْ يؤدّي إلى تفاقمِ التهابِ المفاصلِ والالتهاباتِ عامّةً. وبالرّغم من عدمِ وجودِ أبحاثٍ كافيةٍ لتأكيدِ ذلك، إلّا أنّ العديدَ ممّن يعانون من هذه الحالاتِ المرضية قد أشاروا إلى تحسّن حالتِهم إثْرَ استبعادِ الباذنجانِ والبندورة وغيرها من الباذنجانيات من نظامِهم الغذائيّ.
- الأُوكسالات وحصى الكلى: يحتوي الباذنجانُ على الأوكسالات Oxalates التي يمكن أن تُسهِم في تكوينِ حصى الكلى، والتي يمكن أن تسبّبَ بدورها اعتلالَ الكِلْيةِ الأوكسالاتيّ الحادّ acute oxalate nephropathy أو حتى تموّتَ الكلى. وبناءً عليه، لا يُنصح بتناولِ الباذنجان من قِبل الأشخاصِ المعرّضينَ للإصابةِ بحصى الكلى.
حسنًا..لننتقل الآن إلى إحدى الوجباتِ الشهيّة التي تُحضّرُ من الباذنجان.. البابا غنّوج..
يمتازُ البابا غنّوج باحتوائِهِ على العديدِ من العناصرِ الغذائية، ولا يحتاج تحضيرُه إلّا وقتًا قصيرًا، ويعدّ من أطباقِ المُقبّلاتِ الشهيّة التي تزيّنُ موائِدنا الشاميّة، والتي اكتسَبَت شهرةً كبيرةً في الدولِ الغربيةِ أيضًا.
يُشوى الباذنجانُ ويُقشّرُ، ثمَّ يُهرسُ مع الثومِ ودبسِ الرمانِ وعصيرِ الليمون والملح، وتضافُ البندورة الناعمةُ والبصلُ المفروم، ويُزين بالرمان والبقدونسِ والجوزِ وزيتِ الزيتون.
القيمة الغذائية لهذا الطبق:
تحتوي مكوّناتُ هذا الطبقِ على مجموعةٍ من العناصرِ الغذائية المفيدة، والتي تتوزّع على الصورة التالية:
الباذنجان: منخفضُ السّعرات الحرارية، وغنيٌ بالأليافِ الغذائية، والبوتاسيوم، والفيتامين B3 (النياسين).
البندورة: تحتوي على البوتاسيوم، وطلائعِ الفيتامين A، والليكوبين؛ واحدٌ من أهمّ مضاداتِ الأكسدة.
البقدونس: يوفّرُ الاليافَ وطيفًا واسعًا من العناصرِ المعدنية كالحديد والمغنيزيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم، إضافةً إلى الفيتامين C، وطلائع الفيتامين A، والفيتامين K.
زيتُ الزيتون: مصدرٌ أساسيّ للدهونِ الصحيّةِ غيرِ المُشبعةِ أحاديةِ ومتعدّدةِ عدمِ التشبّع.
البصل: غنيّ بالأليافِ والفيتامين C وB6 وB7 والمنغنيز والنحاس والألياف.
الثوم: غنيٌ بمضاداتِ الأكسدة والفوسفور والبوتاسيوم والفيتامين C.
الرّمان: مصدرٌ ضروريّ للأليافِ الغذائية والبوتاسيوم والفيتامين C.
الجوز: مصدرٌ صحيّ للدهونِ غيرِ المُشبعة والألياف الغذائية والبروتينات.
دبس الرّمان: يحتوي على السكريات.
عصير الليمون: ضروريّ للحصول على الفيتامين C وحمض الفوليك.
هل يمكننا اعتبارُ البابا غنّوج طبقًا صحيًا؟
يُعد البابا غنّوج خيارًا جيدًا للحصولِ على المغذّياتِ، فهو غنيٌّ - كما ذكرنا أعلاه - بالفيتاميناتِ والمعادنِ والأليافِ. كذلك تعدّ طريقةُ الشواء من أساليبِ الطبخِ الصحيّة، ولكنِ يُنصحُ بالانتباهِ إلى كميةِ الدهون المضافةِ لهذا الطبق من زيتِ الزيتون والجوز، وبالأخصّ إنْ كنتَ تتّبِعُ حميةً غذائية لخفضِ الوزن.
المصادر:
هنا
هنا
هنا