متلازمةُ الاحتراقِ النفسيّ لدى طالبِ الطبّ
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
يُعَرَّف الإجهادُ بأنه تجربةٌ عاطفيةٌ غيرُ مريحةٍ تصحبُها عواملُ بيوكيميائية، فيزيولوجية، وسلوكية، يمكنُ التنبّؤُ بها. من أعراضِ الإجهاد: الإنهاكُ العاطفيّ، فقدانُ الحماس للعمل، الإنجازُ المنخفض، والشعورُ بأن العملَ دونَ مغزى. المصادر: 2 - هنا 3 - هنا 4 - هنا 5 - هنا 6 - هنا
و قد بيّنت الأبحاثُ أن الوصولَ إلى نقطةِ الاحتراقِ يحتاجُ للمرورِ بثلاثِ مراحل أساسية وهي:
1- الإجهاد: يرافقُه شعورٌ بالاستثارة، الهياج، الأرق، النسيان، ضعف التركيز، بالإضافة إلى اضطراباتِ الجهاز الهضمي والصداع.
2- انخفاض الطاقة: من علاماته التأخّر في إنجازِ العملِ أو عدمُ المبالاةِ به والميلُ للحصولِ على عددٍ أكبرَ من الإجازات، فضلاً عن العزلةِ الاجتماعية.
3- الاحتراق: من أعراضِه الحزنُ والكآبة، الأفكارُ الانتحارية، السلوكُ غير الاجتماعي، والصداعُ المزمنُ، وتعاطي المخدرات.
الاحتراقُ حالةٌ من الإجهادِ المزمنِ المفضي إلى الإرهاقِ الجسديّ والعاطفيّ، إلى التشاؤمِ والانعزال، وإلى الشعورِ بعدمِ الإنجاز.
تُنسَبُ متلازمةُ الاحتراق النفسي عند طالبِ الطبّ لأسبابٍ عديدةٍ منها:
1- الحياةُ الأكاديمية: التكيّفُ مع بيئةِ تعلّمٍ جديدة، زيادةُ عبء العملِ الأكاديميّ، التنافسُ للحصولِ على ترتيبٍ أعلى، المستوى المتزايدُ للمسؤولية، الخوفُ من الفشل، والتدريباتُ المكثفة.
2- المخاوفُ المتعلقةُ بالمهنة: كالتعرضِ للموت والاضطرار للتعاملِ مع أهل المريض، التوترُ الناتجُ عن العملِ بالمستشفى والخوف من العدوى، الخطأ بالتشخيص، أو تشخيصُ الأمراضِ التي لا علاج لها.
3- العوامل النفسية : التوقعاتُ المبالغُ بها وخيباتُ الأمل، وعدمُ وجودِ وقتِ فراغٍ للرعاية الذاتية.
4- الأعباءُ المادّيةُ والتكاليفُ المرتفعةُ للدراسة والمعيشة.
يعاني طلابً الطبّ من حالةٍ فريدةٍ من نوعها تُعزى إلى الإجهادِ والاحتراق؛ إذ يتراءى لهم أنهم مصابون بأعراضٍ ليس لوجودِها أيُّ إثباتٍ سريري، وهي تشبهُ أعراضَ أمراضٍ يتناولونها في دراستهم. وتُعَرَّف هذه الحالة بمتلازمة طالب الطبّ.
نذكرُ على سبيلِ المثال: أثناءَ دراسةِ طالب الطبّ لداءِ هودجكن يُخيّلُ له إصابةُ العقدِ اللمفاويّة خلف الأذن بالمرض نفسه، رغم كونِه بكامل الصحة.
هيّا بنا إذنْ لنتعرفْ على العواملِ المسببة لمتلازمةِ طالبِ الطبِّ و كيفيّة نشوئها.
في دراسةٍ أُجريَتْ في ثلاثِ جامعاتٍ في لندن تبيّن أن الطلابَ يعانون من ضغطٍ نفسيّ هائلٍ بسبب العملِ المطالبين به والضغطِ النفسيّ الذي يتعرضون له في أوقاتِ الامتحانات، والقلقِ المرتبطِ بالتجاربِ السريرية ، والبيئةِ التنافسيّةِ في كلية الطبّ. يُعتقد أن المعرفة الطبية تؤدي إلى لفتِ انتباهِ الطالب لأعراضٍ جسديةٍ ليس لها أهميةٌ سريرية، وإلى تخيّلِ بعضِ الأعراضِ لتطابقَ "مرضَه" مع إحدى الحالات التي سبق و أن عالجها أو درسها.
الإجهادُ متعدّدُ العوامل، وهو يؤثّرُ على الحالةِ النفسيّةِ للطالبِ، و يضاعفُ إحساسَهم بالتغيّراتِ الصغيرةِ في أجسادِهم، ما يُعزّزُ من تخيّلاتهم الخاطئة. وبالإضافة إلى ذلك فإن الممارسةَ العمليّةَ للمعرفةِ الطبية تُعدُّ من أكبرِ العواملِ المسببةِ لهذه المتلازمة.
أُجريَتْ الكثيرُ من الدراساتِ في سبيلِ البحثِ عن حلولٍ لإعادةِ التوازن لحياةِ طالبِ الطب والتقليل من إمكانيّةِ إصابته بالاحتراق النفسي. واقتُرحتْ مجموعةٌ من الاستراتيجيات لتحقيق ذلك، ومنها:
1 - القيامُ بأنشطةٍ ممتعةٍ في أوقاتِ الفراغ والعطلات.
2 - تنظيم ساعات العمل والدراسة.
3 - ترتيب الأولويات.
4 - قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء.
5 - توطيدُ العلاقات الاجتماعية.
6 - ممارسة الهوايات.
7 - الحفاظ على الصحة الجسدية من خلال ممارسةِ التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم.
8 - تخصيصُ وقتٍ لممارسةِ التأمّل والشعائرِ الروحية.
9 - طلب المشورة من مختصين و مشاركتهم الأفكار والمشاعر والتجارب.
النتائج :
3 أو أقل: مستوى الإجهاد طبيعي.
3-5: مستوى الإجهاد الأول.
6-7: مستوى الإجهاد الثاني. و قد تبدأُ بعضُ المشاكلِ الجسديّةِ بالظهور. ولا بدّ من طلبِ المشورةِ من المختصين.
8 وأكثر: مستوى الإجهادِ متقدم. ولا بدّ من مراجعةِ طبيبٍ مختص.
1 - هنا