ناقش الفيلسوف الروماني إميل سيوران (E. Cioran) مسألتي الحياة والموت من رؤية تشاؤمية؛ معتقدًا أن مأساة الإنسان ليست في موته بل في ولادته، وهو الذي خاب ظنُّه في كلِّ أصناف الخلاص التي اقترحها الفكر الغربي، ولم تسعفه الفلسفة الشرقية المُتمثِّل خلاصها في الإرث الروحي البوذي أيضًا، ومن ثمَّ لم يقترح سيوران شيئًا ملموسًا من أجل خلاص البشرية، وحين ندرك -حسب رأي سيوران في كتابه (مثالب الولادة)- خواء الوجود هذا من قِيَمٍ تُعزي الحياة وتمنحها معنىً يُذكر، سرعان ما نعود إلى مصدر هذا البؤس الأول، وهو الولادة، تلك ما وصفها أنها هاويةٌ لا تنضب.

المصادر:
[1] زناز، حميد. (2009). المعنى والغضب؛ مدخل إلى فلسفة سيوران. (ط.1). الجزائر: منشورات الاختلاف. لبنان: الدار العربية للعلوم والنشر. ص9، 35، 36.

[2] سيوران، اميل. (2015). مثالب الولادة. ترجمة: فتحي، آدم. (ط.1). بغداد-بيروت: منشورات الجمل. صـ 17