نيكولو ميكافيللي (1469-1527)
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> أعلام ومفكرون
منهم من رأى في مؤلفاته شيئاً من الشيطان، ومنهم من رأى فيه الشيطان نفسهُ. نيكولو دي بيرناردو دي ميكيافيللي Niccolò di Bernardo dei Machiavelli. من مواليد فلورنسا 1469. عاصر منذ نشأته حُكم عائلة "ميديتشي" والذي اتسم بالشدة والاستبداد. لكن وبعد سقوط عائلة "ميديتشي" من الحكم وانتقال فلورنسا للحكم الجمهوري عام 1494 تقلد ميكيافيللي مهاماً ديبلوماسية، ممثلاً عن جمهورية فلورنسا. فرضت طبيعة عمله عليه التنقل بين أصقاع القارة العجوز، فتنوعت مهامه بين إيطاليا، فرنسا، وألمانيا. وتبعاً لذلك التقى بالعديد من الشخصيات السياسية كالملك لويس الثاني عشر King Louis XII، وتشيزاري بورجيا Cesare Borgia. في 1512 ما لبثت عائلة "ميديتشي" إلا وأن عادت للسلطة. فتم الحكم عليه بالسجن ومن ثم النفي.
ميكيافيللي والمعروف بعبارته "الغاية تبرر الوسيلة" لم يتوانى عن إهداء كتابه الأمير (1513) لـ"لورينزو دي ميديتشي" أملاً منه بعودته لوظيفته السابقة تحت سلطة ال"ميديتشيين". سوء السمعة رافق ميكيافيللي خلال فترة حياته، على حين أن مصطلح الميكافيللية بات مرادفاً للقسوة والدهاء والمكر في العلم السياسي. توفي ميكيافيللي جراء مرضه في الثاني والعشرين من حزيران عام 1527.
ميكيافيللي ظاهرة أدبية وسياسية تجلّت بأكثر من ثلاثين كتاباً، لكن يبقى كتاب "الأمير" الياقوتة الكبيرة بين هذه الجواهر الثمينة. جدير بالذكر أنه لم يتم نشر كتاب الأمير إلا بعد موت ميكيافيللي بـ 5 أعوام. ولقي معارضة كبيرة وأثار الكثير من الجدل وتم تحريمه من قبل الكردينال بولس وأمر بحرق جميع نُسخه في روما. إلا أن الكتاب رأى النور مع بزوغ شمس النهضة في أوروبا وفي القرن الثامن عشر أثنى العديد من الفلاسفة وعلى رأسهم جان جاك روسو وهيغيل على عبقرية ميكيافيللي وحنكته ودهائه. وتم اعتماد الكتاب كمادة أساسية في تدريس علم السياسة.
يُعتبر العديد من النقاد أن ميكيافيللي علامة فاصلة في الخط الزمني للبشرية كيف لا وفكره يُمثل نقطة التحول في سلطة الأنظمة الدينية التي كانت سائدة في أوروبا إبّان العصور الوسطى.
اقتباسات وأقوال:
"حبي لنفسي دون حبي لبلادي."
"أثبتت الأيام أن الأنبياء المسلحين احتلوا وانتصروا، بينما فشل الأنبياء غير المسلحين عن ذلك."
"من واجب الأمير أحياناً ان يساند ديناً ما ولو كان يعتقد بفساده."
"إن الحكمة تقتضي بأن الأفعال الذميمة تكون مبررة بنتائجها فإن كانت نتائجها مفيدة ... فالأفعال الذميمة مبررة (الغاية تبرر الوسيلة)"
"أن يخشاك الناس خيرٌ من أن يحترموك "
المصادر:
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا