(البقلة أو الرجلة - Common Purslane) (Portulaca oleracea) وهو نبات عشبي سنوي سريع النمو له أوراق خضراء وسوق عصارية ذات لون أحمر ناعم، ينتمي إلى عائلة الرجلة (Portulacaceae)، وينشأ من جذع واحد وينتشر بكثافة، قد يكون مُنتصبًا إذ يصل ارتفاعه إلى 16 سم أو منخفض النمو (1).
تُستهلك البقلة على نطاق واسع إذ تعدّ (نباتاً قابلاً للأكل - Potherb) وهي أيضًا مكون أساسي في (حمية البحر الأبيض المتوسط - Mediterranean diet) والدول الآسيوية الاستوائية إذ تُضاف إلى الحساء والسلطات (2). والسوق والأوراق وبراعم الزهور لها طعم لاذع قليلاً أو حامض ومالح، وتتأثر شدة النكهة بفيزيولوجيا النبات في الظروف الحارة والجافة (1).
القيمة الغذائية:
على الرغم من أنها تعدّ من الأعشاب غير المرغوبة في بعض المناطق، إلا أن أهميتها كبيرة أيضًا بسبب قيمتها الغذائية العالية للأجزاء الصالحة للأكل منها، نظرًا لمحتواها العالي من (أحماض أوميغا 3 الدهنية - Omega-3 fatty acids)، التي تؤدي دورًا مهمًا في تعزيز المناعة والوقاية والعلاج من ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي والسرطان وغيرها من الاضطرابات الالتهابية والمناعية، وتحتوي خصوصًا على حمضي (ألفا لينولينيك - α-linolenic acid) و(اللينوليك - Linoleic acide) الضروريين للنمو الطبيعي وتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض (2,3).
وهي أيضًا غنية بالمعادن كالكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور، والمغذيات الكبيرة (البروتينات والكربوهيدرات) وتحوي عددًا من الأحماض الأمينية كـ (آيزولوسين – Isoleucine)، و(البرولين – Proline)، و(اللايسين – Lysine)، و(الفينيل ألانين - Phenylalanine) (2,3).
الأوراق غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة كفيتامين A وفيتامين C وفيتامينات B، و(التوكوفيرول - α-tocopherol) و(الكاروتينات - β-Carotene) و(الغلوتاتيون – Glutathione) و(الميلاتونين – Melatonin). إضافة إلى ذلك فإن المركبات الفينولية ومشتقات (الأوليراسين – Oleoresin) من مستخلصات أوراق البقلة لها خصائص مضادة للأكسدة، لكن محتواها قد يتأثر أثناء الطهي والمضافات الغذائية (2,3).
الجدير بالذكر أن محتوى البقلة (من المواد المغذية) يتأثر بممارسات الزراعة أو المادة الوراثية للنبات. ومرحلة الحصاد وأجزاء النبات المستهلكة لها تأثير كبير في المغذيات الكبيرة والمحتوى المعدني والمركبات الفينولية ومشتقات (الأوليراسين – Oleracene) (3). مثلًا يتحول (حمض الماليك - Malic acide) - ذو النكهة الحامضة - في الأوراق إلى (غلوكوز – Glucose) للتخزين أثناء النهار، لهذا فإن الأوراق التي تُقطف في وقت مبكر من اليوم يكون لها نكهة لذيذة، إذ إن تركيزات حمض الماليك في أعلى مستوياته (1).
الفوائد الصحية:
أدرجت (منظمة الصحة العالمية - World Health Organization) البقلة ضمن أكثر النباتات الطبية استخدامًا، وأُطلق عليها مصطلح (الدواء الشافي العالمي - Global Panacea)، إذ استخدمت لآلاف السنين في الطب الصيني التقليدي، بصفة دواء للحمى وطارد ومطهّر ومضاد للديدان وما إلى ذلك، ولها مجموعة واسعة من التأثيرات الدوائية، بما في ذلك خصائص مضادات الجراثيم والتقرح والالتهابات ومضادات الأكسدة وخصائص التئام الجروح (2). فبسبب غناها بالكالسيوم فإنها تساعد على تخفيض خطر الإصابة بالجلطات القلبية وأمراض القلب (4)، وإليكم بعض فوائدها:
1- تأثيرها في الأعصاب: تساعد على التخلص من الجذور الحرة ومقاومة موت الخلايا الناتج عن (الروتينون - Rotenone) و(نضوب الدوبامين - Dopamine depletion)، مما يشير إلى أنها قد تكون مرشحًا محتملاً لتخفيف أعراض (مرض باركنسون – Parkinson’s disease). وأن مستخلص البقلة (EP) يحمي الأنسجة والخلايا العصبية من التلف الناجم عن نقص الأكسجين (2).
2- تأثيرها كمضاد لمرض السكري: تزيد البقلة حساسية الأنسولين وتخفف ضعف تحمل الغلوكوز واستقلاب الدهون، وذلك حسب دراسات على حيوانات التجارب المصابة بداء السكري من النوع 2. يؤدي تناول مسحوق البذور (5g مرتين يوميًا) إلى زيادة الكوليسترول عالي الكثافة (HDL) (الجيد) و(الألبومين – Albumin) مع خفض مستويات الكوليسترول الكلي في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) (السيء) و(الأنسولين – Insulin) ووزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم في مرضى السكري من النوع 2 (2).
3- تأثيرها كمضاد للأكسدة: تعدّ مضادًا للأكسدة بسبب مكوناتها كـ (الغالوتانينات – Gallotannins) وأحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين C وألفا توكوفيرول وغيرها (2).
4- نشاطها ضد مرض السرطان: للسكريات المتعددة في البقلة آثار بيولوجية متعددة كخصائص مضادة للسرطان والأكسدة والالتهابات وخصائص تعزيز المناعة؛ إذ بيّنت بعض الدراسات على حيوانات التجارب المصابة بسرطان المبيض أن هذه السكريات تقضي على تراكم الجذور الحرة وتعدل وظائف المناعة (2).
5- تساعد مرضى الربو: أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن مكونات البقلة وخاصةً (الكيرسيتين – Quercetin) أن لها تأثيرات مضادة للالتهاب ومُرخية للعضلات الملساء للقصبة الهوائية وتأثيرات علاجية محتملة على الربو التحسسي الذي يتميز بالتهاب مجرى الهواء وخلل في العضلات الملساء (4).
ملاحظات عامة:
النبات مغذٍ ويعدّ آمنًا للاستهلاك البشري (5).
لم تُثبت سلامة تناوله أثناء الحمل والرضاعة (5).
نظرًا لاحتوائها على (حمض الأوكساليك - Oxalic acide) فإنه لا ينبغي أن يستهلكها الأشخاص المصابين بأمراض الكلى أو الذين لديهم نسبة عالية من (حمض البوليك - Uric acid)؛ إذ تتمتع الأوكسالات أيضاً بخصائص (مضادة للتغذية – Antinutrient) أي أنها ستؤثر في امتصاص المعادن فيها كالكالسيوم والمغنيزيوم (5,6). وقد يخفض تناول البقلة مع اللبن الرائب أثر الأوكسالات، إذ ثبُت أنه يساعد في تخفيض محتوى هذه المواد (7).
المصادر:
1- Common Purslane, Portulaca oleracea [Internet]. Wisconsin Horticulture. 2022 [cited 28 August 2022]. Available from: هنا
2- Zhou Y, Xin H, Rahman K, Wang S, Peng C, Zhang H. Portulaca oleraceaL.: A Review of Phytochemistry and Pharmacological Effects. BioMed Research International [Internet]. 2015 [cited 28 August 2022];2015:1-11. Available from: هنا
3- Petropoulos S, Fernandes Â, Dias M, Vasilakoglou I, Petrotos K, Barros L et al. Nutritional Value, Chemical Composition and Cytotoxic Properties of Common Purslane (Portulaca oleracea L.) in Relation to Harvesting Stage and Plant Part. Antioxidants [Internet]. 2019 [cited 28 August 2022];8(8):293. Available from: هنا
4- Khazdair M, Anaeigoudari A, Kianmehr M. Anti-Asthmatic Effects of Portulaca Oleracea and its Constituents, a Review. Journal of Pharmacopuncture [Internet]. 2019 [cited 28 August 2022];22(3):122-130. Available from: هنا
5- Purslane [Internet]. The University of Texas at El Paso (UTEP). [cited 28 August 2022]. Available from: هنا
6- Heaney R, Weaver C. Oxalate: effect on calcium absorbability. The American Journal of Clinical Nutrition [Internet]. 1989 [cited 28 August 2022];50(4):830-832. Available from: هنا
7- Moreau A, Savage G. Oxalate content of purslane leaves and the effect of combining them with yoghurt or coconut products. Journal of Food Composition and Analysis [Internet]. 2009 [cited 28 August 2022];22(4):303-306. Available from: هنا