اضطرابات تناول الطعام تصيب الرجال والفتية أيضاً
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
وسائلُ الإعلامِ أحدُ أسبابِ حدوثِ الضغطِ:
غالباً ما يشعرُ الآباءِ والناشطونَ في مجال مكافحة المسببات النفسية لاضطرابات الطعام بشيءٍ من القلقِ تجاه الرسائلِ التي توجهها وسائل الإعلام للفتياتِ الشاباتِ، وخاصةً تلك التي تربط بين النحافة الشديدة وتقدير الشخص لنفسه، أو التي تدفعهنّ لمقارنةِ أنفسهنّ بنظائرهنّ (سواء من المشاهير أو من أصدقائهنّ في الحياة اليومية) بشكلٍ يولّد لديهنّ حاجةً للظهور بشكل ومظهرٍ معينين.
يغيبُ عن أذهاننا تعرّض الرجال والشبّان إلى نفس النوع من المقارنات والتي تضعهم تحت ضغوطٍ هائلةٍ للظهور بشكلٍ محددٍ قد يصفه البعض بالـ "مرغوب"، وخاصةً من حيث التركيز على ضرورة امتلاك الشاب أو الرجل للقوةِ البدنيةِ، والحصولِ على جسمٍ مصقولٍ يحتوي كمياتٍ منخفضةٍ من الدهون بشكلٍ غيرِ منطقيّ.
كما أشارت حالات عدّة إلى دور المضايقات التي يتعرّض لها بعض الشبّان البدينين في تطويرهم لاضطرابات تناولِ الطعامِ في مرحلة لاحقةٍ في حياتهم، وذلك بهدف التخلص من هذه المضايقات المجتمعية التي يُعتبر تحمّلها معاناةً نفسيةً بحدّ ذاتها. كما تُفرض القيودُ ذاتها على ممارسي الرياضات التي تتطلب أوزاناً منخفضة، كالمصارعينَ والفرسان، حيث يُلاحَظ أن تقيؤ الطعام قسراً بعد تناوله قد أصبح سلوكاً مقبولاً بين هؤلاء الشبّان.
إن اضطرابات تناول الطعام لا ترتبط بجنسٍ معين، ولا بدّ من إيلاء اهتمامٍ أكبر للفتية والشبّان والرجال الذين يمتلكون قابليةً لتطوير هذا النوع من الاضطرابات. ويعتبر التركيز على الشكل الخارجي والظهور بمظهر معيّن أحد أهم الإشارات التي يجب أخذها بالحسبان للكشف عن هذه الاضطرابات، إضافةً إلى الاهتمام الفائض ببناء العضلاتِ والتركيز على العيوبِ بشكل مريب. ويُضاف لما سبق استخدامُ المنشطات والستيروئيدات البنائية، وقضاءُ أوقاتٍ طويلةٍ جداً في التمرينِ على حسابِ نشاطاتٍ أخرى، والتوجهُ إلى الحمّام حالاً بعد تناولِ الطعامِ (لمحاولة التقيؤ)، واتباعُ نظامٍ غذائيٍ صارمٍ جداً.
يجدر بالذكر أن اضطرابات تناولِ الطعامِ تمتلك تأثيراً سلبياً على الصحية النفسية والعاطفية حيث يعاني الكثيرونَ من الاكتئابِ، والإدمانِ، والتراجعِ الاجتماعيِّ، إضافةً لما تسببه من أعراض فيزيائية كالإمساكِ، وعدمُ انتظامِ معدلِ ضرباتِ القلبِ، وتآكلِ ميناءِ الأسنانِ، وانخفاضِ مستوياتِ هرمون التستوسترون. وهنا لا بدّ من التشديد على أن المشكلةَ الأساسيةَ ليست في الطعامِ، والحلُّ لا يكمنُ باتباعِ نظامٍ غذائيٍ آخرَ وحسبْ، بل إنه حالةٌ نفسية تتطلب علاجاً متكاملاً تحت إشراف فريق من الأطباء، والمعالجين النفسيين إلى جانب أخصائيي التغذية.
المصدر: هنا
............................................
يمكنكم الاطلاع على مقالاتنا المتعلقة بهذا الموضوع أيضاً عبر الروابط التالية:
النهم العصبي Bulimia nervosa: هنا
القهم العصبي Anorexia nervosa: هنا