(الطرخون - Tarragon (Artemisia dracunculus L) وهو نبات معمّر يصل ارتفاعه إلى 150 سم، وسيقانه مستقيمة مضلعة، وأوراقه تشبه ألسنة التنين. ليس له أزهار في الأجزاء السفلية، ويُزرع على نطاق واسع في الأمريكيتين وآسيا وأوروبا. يتميز بطعم خفي يتناسب مع عديد من الأطباق، كالسمك ولحم الأبقار والدجاج والهليون والبيض؛ إذ تكمن فائدته البيولوجية في زيته العطري ومستخلصات الجزء الهوائي، ويتأثر التركيب الكيميائي للزيت العطري بموقع الزراعة وملوحة التربة وعمر النبات (1).
تستخدم أنواع (Artemisia) المختلفة على نطاق واسع في الطب التقليدي في كافة أنحاء العالم، ولها تطبيقات علاجية مختلفة ومعروفة، وقد استخدم الطرخون منذ القدم في الطب الآسيوي التقليدي بصفته علاجًا لأمراض الجهاز الهضمي، كمسكن ومنوم ومضاد للصرع، ومضاد للالتهابات، وخافض للحرارة (1,2).
وترجع هذه التأثيرات البيولوجية المتنوعة إلى مركبات مختلفة. مكوناتها الرئيسة هي الزيوت الأساسية والبوليفينول، وقد ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالدراسات الكيميائية النباتية والدوائية لأنواع مختلفة من جنس (Artemisia)، من أجل تأكيد فوائدها البيولوجية (1,2).
فيما يخص القيمة الغذائية للطرخون، فكل 100غ منه تحتوي على: ماء 7.74غ – 295 كالوري – 22.8غ بروتين – 50غ كربوهيدرات – 7.4غ ألياف – 3% من الحاجة اليومية من الحديد – 6% من الحاجة اليومية من المنغنيز - 1% من الحاجة اليومية من البوتاسيوم (3).
ويعدّ الطرخون مصدرًا غنيًّا لأنواع مختلفة من المركبات النشطة بيولوجيًّا، ويختلف التركيب النوعي والكمي لهذه المركبات بناءً على الظروف البيئية والظروف الجغرافية والمناخية والوراثية، وعمر النبات، والتربة، ومرحلة الغطاء النباتي، والجزء التشريحي للنبات، وموسم الحصاد، وطريقة الحصاد، ومن أهم هذه المركبات (1-Monopalmitin)، و(ميتيل ألفا لينولينات - Methyl α- linolenate)، و(روتين - Rutin)، و(كيرستين - Quercetin)، و(حمض البالميتيك - Palmitic acid)، و(حمض الأوليك - Oleic acid,)،و (هيسبيرتين - Hesperetin) وغيرها (2).
الفوائد الصحية المحتملة من تناول الطرخون:
نشاط مضاد للبكتيريا والفطريات: أظهرت نتائج التجارب حساسية عدة أصناف من البكتريا للزيت العطري للطرخون، منها (المكورات العنقودية الذهبية - Staphylococcus aureus)؛ إذ أثبت المستخلص المائي للطرخون أنه يعيق نمو مستعمرات المكورات العنقودية الذهبية، وبدرجة أقل البكتيريا (الوتدية الخناقية - Corynebacterium diphtheriae).
مضاد للأكسدة: وهذا بسبب محتواه من المواد الفينولية (24.1 ملغ/غ وزن جاف) والفلافونيدات (20 ملغ/غ وزن جاف).
تأثير وقائي للكبد: قُيّم هذا التأثير عن طريق تجربة على الفئران. أظهرت التجربة أن استهلاك المستخلص المائي الكحولي للطرخون أدى إلى تلف أقل في الكبد؛ إذ حصل انخفاض في مستويات ناقلة أمين الألانين، وناقلة أمين الأسبارتات، الفوسفاتيز القلوي والبيليروبين الكلي، إضافة إلى زيادة إجمالي البروتين) (1).
عمل سكر الدم: أظهرت دراسة أن (PMI5011) هو المستخلص الإيثانولي للطرخون الذي يمنع مقاومة الأنسولين الناجمة عن النظام الغذائي عالي الدهون، والخلل الأيضي، وتراكم الدهون خارج الرحم في العضلات الهيكلية والكبد دون تقليل وزن الجسم، وكانت هناك انخفاضات كبيرة في ضغط الدم الانقباضي، وإفراز الأنسولين الكلي مع زيادة ملحوظة في الكوليسترول عالي الكثافة (HDL-C) (4,5).
استخدامه في الغذاء والتصنيع الغذائي: يستخدم الطرخون عادةً على صورة توابل للحوم والصلصات وأطباق الأرز والأسماك والمخللات. وله خصائص حافظة؛ لذلك يستخدم بكثرة في تخليل الملفوف والخيار، وتتبيل القرع، وإنتاج خردل الطرخون والخل العشبي، الذي يوصى به للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا خاليًّا من الملح لأنه يحسن طعم الأطباق.
وتشير عدة دراسات مهنية إلى أن المستخلص المائي الإيثانولي للطرخون بفضل نشاطه المضاد للميكروبات، ويمكن عدّه مرشحًا محتملًا للاستخدام في الأغذية بصفة مادة حافظة، فضلًا عن ذلك، يعدُّ المستخلص المائي الإيثانولي أقل سمية مقارنةً بالزيوت الأساسية، لذلك؛ لديه القدرة على استخدامه في صناعة المواد الغذائية. أجريت دراسة في عام 2020 درست النشاط المضاد للبكتيريا ومضادات الأكسدة لزيت الطرخون العطري و قيمت تأثير الزيت في صفات الأغلفة المضادة للبكتيريا الصالحة للأكل. أظهرت النتائج أن إضافة الزيت العطري إلى محلول تشكيل الأغلفة أدى إلى تحسين قابلية الذوبان في الماء، والحماية ضد ضوء (VIS)، ومقاومة الثقب، ومرونة وشفافية الغلاف وزيادة محتواه من الرطوبة. لذلك؛ يمكن عدّ زيت الطرخون بديلًا للمركبات الاصطناعية في تطبيقات تغليف المواد الغذائية (1).
المصادر:
1- Ekiert H, Świątkowska J, Knut E, Klin P, Rzepiela A, Tomczyk M, et al. Artemisia dracunculus (Tarragon): A Review of Its Traditional Uses, Phytochemistry and Pharmacology. Frontiers in Pharmacology [Internet]. 2021 [cited 2023 Sep 11];12. Available from: هنا
2- Nigam M, Atanassova M, Mishra AP, Pezzani R, Devkota HP, Plygun S, et al. Bioactive Compounds and Health Benefits of ArtemisiaSpecies. Natural Product Communications [Internet]. 2019 [cited 2023 Sep 11];14(7). Available from: هنا
3- Spices, tarragon, dried. FoodData Central - US Department of Agriculture [Internet]. 2019 [cited 2023 Sep 11]. Available from: هنا
4- Yu Y, Mendoza TM, Ribnicky DM, Poulev A, Noland RC, Mynatt RL, et al. An Extract of Russian Tarragon Prevents Obesity-Related Ectopic Lipid Accumulation. Molecular nutrition & food research [Internet]. 2018 [cited 2023 Sep 11];62(8):e1700856. Available from: هنا
5- Méndez-del Villar M, Puebla-Pérez AM, Sánchez-Peña MJ, González-Ortiz LJ, Martínez-Abundis E, González-Ortiz M. Effect of Artemisia dracunculus Administration on Glycemic Control, Insulin Sensitivity, and Insulin Secretion in Patients with Impaired Glucose Tolerance. Journal of Medicinal Food [Internet]. 2016 [cited 2023 Sep 11];19(5):481–5. Available from: هنا