الابتكارات التكنولوجية وتأثيرها في الأمن الغذائي والاستدامة
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
يشهد النظام الغذائي العالمي تحوّلًا عميقًا، بدفع من الابتكارات التكنولوجية. هذه التطورات تُسهم في زيادة إنتاج الغذاء، تحسين جودته، وتقليل التأثير البيئي، مما يعد بمستقبل غذائي أكثر استدامة وأمانًا.
إذ يواجه الأمن الغذائي العالمي تحديات متزايدة بفعل عوامل مثل تغير المناخ، والزيادة السكانية، والمنافسة على الأراضي لإنتاج الوقود الحيوي، وانخفاض جودة التربة. فالحاجة إلى حلول مستدامة تدفع نحو استكشاف أساليب جديدة وجريئة، بما في ذلك الاستفادة من التقدم في علوم المواد والمعلوماتية.
الابتكارات في الزراعة وإنتاج الغذاء
- الزراعة الدقيقة: باستخدام بيانات من إنترنت الأشياء (IoT)، والطائرات دون طيار، تسهم الزراعة الدقيقة في تحسين استخدام الموارد وإنتاجية المحاصيل، ما يؤثّر إيجابيًا في الأمن الغذائي والاستدامة. تؤكد الدراسة على دور الحوافز واللّوائح والتّرخيص الاجتماعي في دعم هذه التكنولوجيات، مشدّدةً على أهميتها في تسريع الانتقال نحو الأمن الغذائي المستدام (1,2).
- الابتكارات الوراثية: تقدم إمكانية هائلة لتعزيز قدرة المحاصيل على مقاومة تغير المناخ وتحسين قيمها التغذوية، ممّا يكفل الاستمرارية في الإمدادات الغذائية. وتشهد تكنولوجيا الجينات، بما في ذلك الاستفادة من المحاصيل المعززة بيولوجيًّا وتقنيات تحرير الجينوم، تطورات واعدة من شأنها أن تُحدث تغييرًا جذريًّا في قدرتنا على إنتاج أغذية قادرة على التأقلم مع الظروف المناخية المتغيرة وتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة (2).
الاستدامة والحدّ من النفايات:
- المعالجة المستدامة للأغذية: تُسهم تقنيات المعالجة الجديدة على نحوٍ فعّال في تعزيز الاستدامة داخل صناعة الأغذية، إذ تهدف إلى تقليل النفايات واستهلاك الطاقة، مع الحفاظ على سلامة وجودة الأغذية. الابتكارات التي تُقدم وتتضمن معالجات جديدة ومكونات واستراتيجيات تدعم نموذج الاقتصاد الدائري، وتؤدّي دورًا محوريًّا في تحقيق هذه الأهداف. علاوةً على ذلك، فإنّ التطورات الحديثة في هندسة الأغذية، والتي تُبنى على تحسينات المعالجة القائمة، تؤكّد القدرة على تعطيل قطاع صناعة الأغذية التقليدية وتغيير سلوك المستهلك من خلال توفير خيارات أكثر استدامة وفعالية. بذلك، تصبح المعالجة المستدامة للأغذية ركيزة أساسية لتقليل البصمة البيئية لصناعة الأغذية، وتعزيز الأمن الغذائي العالمي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة (3).
- إدارة النفايات الغذائية: تؤدّي الابتكارات في تكنولوجيا إدارة النفايات الغذائية دورًا حاسمًا في تحقيق الاستدامة، وتقدّم حلولًا لتقليل النفايات عبر طرائق المعالجة والتخزين والتوزيع المحسنة (4).
دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT):
تسهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحويل النظم الغذائية عبر تعزيز كفاءة سلسلة التوريد، وتوفير الوصول إلى معلومات السوق، وتمكين الزراعة الدقيقة، ما يعزّز من إنتاج الغذاء وتوزيعه، ويسهم في الأمن الغذائي والاستدامة (5).
تُعدّ الابتكارات التكنولوجية حجر الزاوية لتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة، ومواجهة التحديات من الإنتاج إلى إدارة النفايات. بتبني هذه التقنيات، نسهم في تسريع عجلة التطور نحو نظام غذائي مستدام يلبي الطلب المتزايد مع الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
المصادر: