لماذا يعاني البعض حساسيةً بسبب ثمار الكيوي؟
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
تحدث بداية الأعراض عادةً بعد ساعتين من التعرض للكيوي -الابتلاع أو الاتصال المباشر- وهذه تشمل العلامات والأعراض الجلدية والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والعصبية، وتكون الأعراض إما منفردةً أو متزامنة (1).
تشمل الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة الحكة والوخز في الشفاه و/أو الحكة والوخز في اللسان -متلازمة الحساسية الفموية-، أما التفاعلات الشديدة تشمل الشرى أو الوذمة الوعائية أو الشرى التماسي أو تورم الحنجرة أو القيء الفوري أو التهاب الأنف أو السعال أو التشنج القصبي أو انخفاض ضغط الدم أو فقدان الوعي (1,2).
حُدد حتى الآن ثلاثة عشر مسببًا للحساسية في فاكهة الكيوي، ومع ذلك لا يمكن الوصول إليها جميعًا عن طريق التشخيص المختبري في الممارسة السريرية. وسنناقش فيما يأتي بعض هذه المسببات (1,2).
العامل الأساسي في تسبب الحساسية هو (الأكتينيدين - actinidin)، إذ يمثّل ما يقرب نسبة 50٪ من إجمالي محتوى البروتين القابل للذوبان، الذي يعد بمنزلة (بروتياز السيستين - Cysteine protease) ويسبب اختراقًا في الحاجز الظهاري، لذلك؛ يؤدي دورًا مهمًا في عملية التحسس تجاه فاكهة الكيوي (1,2).
وتحتوي ثمرة الكيوي الخضراء على الأكتينيدين بكثرة خصوصاً في قشور الثمار بنسبة كبيرة، وهو ما يسبب حالة التحسس من قشر الكيوي، وقد يؤدي إلى الإسهال والغثيان إذا جرى تناوله بكثرة (1,2).
العامل الثاني هو (بروتين شبيه بالثوماتين - Thaumatin-like protein)، ولوحظ أن آلية عمله مشابهة لآلية عمل الأكتينيدين (1).
العامل الثالث هو بروتين يعرف باسم (Kiwellin)، وهو بروتين غني بـ (السيستين - Cysteine) (1).
وقد كانت نتيجة أحدث الدراسات التعرف إلى المركبين (Cupin) و(2S albumin) في بذور ثمار الكيوي، وصُنِّف كليهما على أنهما مسببان لحساسية بالغة (1).
أما عن نوع الكيوي الأكثر تسبباً بالحساسية، فقد أظهرت الدراسات أن النسبة العظمى ممن يعانون هذه الحساسية، يتحسسون من (ثمار الكيوي الخضراء - Actinidia deliciosa) دون أن يبدوا أعراض تحسسية عند تناول (الكيوي الذهبية - Actinidia chinensis)، وهذا قد يكون بسبب غياب مادة الأكتينيدين من مستخلص ثمار الكيوي الذهبية (3).
فيما يخص العلاج أو تخفيف أعراض الحساسية من الكيوي، فليس هناك دراسات كافية عن هذا الموضوع، لكن لا يتخلف الأمر عن حالات التحسس الغذائي الأخرى، أي أنه من الأفضل تجنّب تناول ثمار الكيوي تمامًا إذا كان الشخص يعاني حساسيةً تجاهها، ومع ذلك أظهرت نتيجة دراسة أن المعالجة الحرارية لثمار الكيوي الخضراء قد أدت إلى تغيير بنية بروتين الأكتينيدين وتركيبه، مما يقلل كثيرًا ارتباطها بالأجسام المضادة في الدم، لذلك تقلل المعالجة الحرارية خطر إثارة الاستجابة التحسسية لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه فاكهة الكيوي الخام (3).
المصادر: