الأسبارتام Aspartame هو مُحلّ صناعي (كيميائي) يُستخدم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينيات القرن الماضي، بما في ذلك في مشروبات الحمية والعلكة والجيلاتين والمُثَلّجات ومنتجات الألبان مثل الزبادي، ومعجون الأسنان والأدوية مثل أقراص السُّعال والفيتامينات القابلة للمضغ. وحدّدت منظمة الصحة العالمية المدخول اليومي حوالي 40 مغ لكل كغ من وزن الجسم (1).
استخدام الأسبارتام في إنتاج الغذاء محدود بسبب عدم استقراره؛ على الرغم من أنّه في شكل صلب، غيرَ أنّه يتحلل في المحلول، خاصةً في درجات الحرارة المرتفعة أو قيم الأس الهيدروجيني فوق 6. يفقد الأسبارتام أيضًا حلاوته بعد التفاعل مع عديد من المنكهات أو الألدهيدات أو الكيتونات (2).
ما حُكم استهلاك الأسبارتام؟ وهل هو ضار أم مفيد؟!
منذ الموافقة على الأسبارتام من قبل وكالات سلامة الأغذية الرئيسة، أُثيرت عديد من المخاوف المتعلقة بالتأثيرات العصبية والنفسية والسمية العصبية؛ بسبب قدرته على تنشيط مستقبلات الغلوتامات، فضلًا عن المخاطر المسرطنة بسبب زيادة إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (3).
إن النقاش عن المخاطر المسببة للسرطان التي يُسببها الأسبارتام لا يزال مستمرًّا، أصدرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، ومنظمة الصحة العالمية، ولجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية (لجنة الخبراء المشتركة) نتائجَ تقييمات الآثار الصحية للأسبارتام. وصنّفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان الأسبارتام على أنه من المحتمل أن يكون مسرطِنًا للبشر (1)، لكن ذلك لا يعني أنّه مرتبطٌ بالفعل بالسرطان (4).
من جهة أخرى؛ لا يبدي علماء إدارة الغذاء والدواء مخاوفَ بشأن السلامة عند استخدام الأسبارتام في ظل الظروف المعتمدة. وقد توافق على كونه مُحلي في عديد من البلدان. ويُعدّ أحد أكثر المواد المضافة إلى الأغذية التي دُرسَت في الغذاء البشري وسلامته (4).
قد يكون لتناول جرعات عالية من الأسبارتام على نحوٍ متكرر تأثيرات سامة للكلى. ومن ثمَّ، وفقًا للتجارب -التي أُجريت على حيوانات التجارب-، فإنّ الاستهلاك طويل الأمد للأسبارتام تَسبّب في زيادة إنتاج الجذور الحرة في أنسجة الكلى، إضافةً إلى إصابة الكلى (3).
من الصعب للغاية تقييم تأثير المحليات الصناعية في صحة عدد الأشخاص الذين يعانونَ السمنةَ المفرطة. بالنسبة لبعض الناس، فإنّ تناول الأطعمة الغذائية يبرر استهلاك السعرات الحرارية الزائدة من مصادر غذائية أخرى. لذلك، من الصعب تحديد ما إذا كان حدوث السمنة مرتبطًا ارتباطًا خاصًا باستهلاك المنتجات التي تحتوي مواد تحلية صناعية (وخصوصًا الأسبارتام)، أو ببساطة مع كثير من السعرات الحرارية (2).
على الرغم من إجراء عديد من الدراسات لتحديد الآثار الصحية للأسبارتام، غيرَ أنّه لا يزال من الصعب التنبؤ بنتائج استخدامه على المدى الطويل، ولا يزال استخدامه في المنتجات الصيدلانية والغذائية مثيرًا للجدل.
المصادر:
1- WHO. Aspartame Hazard and Risk Assessment Results Released [Internet]. www.who.int. 2023 [cited 2024 Sep 16]. Available from: هنا
2- Czarnecka K, Pilarz A, Rogut A, Maj P, Szymańska J, Olejnik Ł, et al. Aspartame—True or False? Narrative Review of Safety Analysis of General Use in Products. Nutrients [Internet]. 2021 [cited 2024 Sep 16];13(6):1957. Available from: هنا
3- Shaher SAA, Mihailescu DF, Amuzescu B. Aspartame Safety as a Food Sweetener and Related Health Hazards. Nutrients [Internet]. 2023 [cited 2024 Sep 16];15(16):3627. Available from: هنا
4- Nutrition C for FS and A. Aspartame and Other Sweeteners in Food. FDA [Internet]. 2023 [cited 2024 Sep 16]. Available from: هنا