طفولتك البريئة, ربّما, يتّمت العشرات من فراخ العصافير
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
عزيزي القارئ: طفولتك البريئة, ربّما, يتّمت العشرات من فراخ العصافير! -_-
إنه سيناريو صيفي مألوف: عشّ مبنيّ على جذع منحن لشجرة تفاح بري, في داخله فرخ طائر الأوريول يمد أجنحته محاولاً الارتعاش. يمتد إصبع طفلة صغيرة ليمسد الريش الذي مازال مبللاً. ليدوي صوت أبيها محذراً "لا تلمسيه"!.
وفقاً للفلكلور, إذا لمس الإصبع البشري بيوض الطيور وصغارها فسوف تهجرها. هذا هو الاعتقاد السائد. أما بالنسبة للطيور, فإن هذا الاعتقاد يتجاهل دافع الآباء الفطري لتربية وتغذية صغارها ويهمل الأساس البيولوجي للطيور.
تنطلق الأسطورة من الاعتقاد بأن للطيور القدرة على اكتشاف رائحة الإنسان. لكنّ الحقيقة تقول أن للطيور أعصاباً شمية صغيرة نسبياً وبسيطة، وذلك يحدّ من حاسة الشم. هناك طيور قليلة جداً لديها حاسة شم استثنائية وتمثل تكيفاً متخصصاً. على سبيل المثال: تنجذب نسور تركيا إلى مركب الميثيل، وهو غاز تنتجه المواد العضوية المتحللة (ويضاف إلى الغاز الطبيعي لجعل رائحته سيئة)، في حين يمكن للزرزور كشف مركبات مبيدات الحشرات في الغطاء النباتي فيستخدمها للحفاظ على أعشاشه خالية من البق.
هناك سبب وجيه لعدم الذهاب والعبث حول الأعشاش المسكونة. فعلى الأرجح أن الطيور لا تهجر فراخها بسبب لمس الانسان لها ولكن تهجرها كردّة فعل على الاضطراب الحاصل.
بعبارة أخرى، تشبه الطيور الاقتصاديين في صنع قرارات التكلفة-الفائدة. فإذا بذلت الطيور وقتا وجهدا كبيرا في التكاثر ورعاية الفراخ فإنها على الأرجح ستقوم ينقل الفراخ الى مكان أكثر أمنا بدلا من هجرها عند استشعار الخطر. الطيور طويلة العمر، كالصقور مثلا، أكثر نفوراً من المخاطر (وأكثر حساسية للاضطراب) من الطيور قصيرة العمر، مثل الحناء وغيرها من الطيور المغردة. فقد يتخلى الصقر عن فراخه (لديه ما يكفي من وقت وقدرة للتعويض!) بينما يميل الحناء أكثر إلى الحفاظ عليها.
لغالبية المخلوقات طرق استثنائية للحفاظ على حياة ذريتها. يمكن أن يتظاهر البط مثلا بأنه مكسور الجناح لجذب حيوان مفترس بعيداً عن فراخه. أما الراكون وسناجب الأشجار فتعمد إلى نقل صغارها بسرعة إلى مراعٍ محمية أكثر عند وجود تهديد محتمل يحوم في الأرجاء.
الأرانب البرية استثناء لهذه القاعدة. فهي حيوانات سريعة الاهتياج, شديدة الحساسية للروائح البشرية وغيرها. ويمكن أن تهرب من وكرها تاركة صغارها اذا ما أحست باضطراب المكان, حتى وان كان سببه جزازة عشب.
أخيرا, إذا كنت تشك في أن وكر الأرنب قد تم التخلي عنه، توصي جمعية الرفق بالحيوان بوضع علامة "X" خارجه والعودة للتحقق بعدها. إذا تم دفع علامة X جانبا ولا يزال الوكر مغطى، هذا مؤشر جيد على أن الأم قد عادت، رعت صغارها، ومن ثم أعادت تغطيهم. إذا بقيت علامة X في مكانها لمدة 12 ساعة, فمن المحتمل أن الأرانب الصغيرة قد تم هجرها :(.. ولكم الأجر!
المصدر:هنا
الصورة:هنا