الخلايا الشّحمية تحت الجلد تساعد في الحماية من الالتهابات
الطب >>>> مقالات طبية
لا داعي أن تكون تلك الطبقة الدهنية تحت جلدك مدعاة للتذمُّر والقلق الدائم، ولا داعي أن تُجهد نفسك في التخلص منها، نحن لا نتكلم هنا عن البدانة أو السُّمنة المُفرطة، لكن القليل من الدهون قد تقيك من الإصابة بالأمراض، ولكن كيف يتم ذلك؟ وما هي الآلية التي تعمل بها الخلايا الدهنية تحت الجلد؟
عندما يتعرض الجلد لجروح ويصبح أكثر عرضة للجراثيم الممرضة، يقوم الجهاز المناعي في جسم الإنسان بإرسال كريات دم بيضاء متخصصة متمثلة بالعدلات neutrophils والوحيدات monocytes إلى مكان الجرح لتقوم بابتلاع تلك العوامل الممرضة والقضاء عليها، ولكن قبل وصول هذه الخلايا المنتشرة في الجسم إلى مكان الإصابة، نحتاج إلى استجابة فورية تواجه سرعة تكاثر الجراثيم وزيادة عددها، كيف تحدث هذه الاستجابة؟
تمثّل الخلايا الشّحمية الموجودة تحت الجلد خط الدفاع الأول تجاه الجراثيم الغازية، مما يعطي الكريات البيض الوقت الكافي للوصول إلى مكان الجرح، حيث تقترح دراسة جديدة أنّ محاربة العوامل الممرضة لا تقتصر على الجهاز المناعي فقط، إنّما تقوم الخلايا الشحمية بإنتاج مواد مضادة للجراثيم، وقد أثبتت ذلك التجارب المخبرية على تلك الخلايا عند كل من الفئران والبشر.
كما يقول الدكتور ريتشارد غالو، رئيس قسم الجلدية في جامعة كاليفورنيا :"لم تكن هذه النتائج متوقعة، ولم نعرف من قبل أنّ الخلايا الشحمية قادرة على إنتاج مواد مضادة للجراثيم بكميات تعادل الكميات المُنتجة من قبل الجهاز المناعي".
ما هي هذه المواد وكيف يتم إنتاجها؟
لاحظ العلماء في التجربة على الفئران أن طبقة الدهون تحت سطح الجلد تُصبح أكثر سماكة عند التعرض لإصابةٍ ما، وأن الخلايا الدهنية الموجودة في مكان الإصابة تُنتج مستويات عالية من المضادات الجرثومية الببتيدية (AMP) والتي تدعى الببتيد المضاد للجراثيم كاثيليسيدين (cathelicidin) أو CAMP، وهي عبارة عن جزيئات يستخدمها الجهاز المناعي الذاتي في القضاء على الجراثيم الغازية، الفيروسات، الفطريات وغيرها من العوامل الممرضة، بالإضافة إلى ذلك لاحظ الباحثون أن الفئران التي تفتقر إلى الخلايا الدهنية الصحية تكون أكثر عرضة للإنتانات الحادة المتكررة.
لكن هل هذا يعني أنّ وجود كميات زائدة من الدهون في الجسم يوفر حماية أكبر ضد الإنتانات؟
بالطبع لا، ففي الواقع قد تؤدي السُّمنة والمقاومة على الأنسولين إلى وجود خلايا دهنية لا تستجيب كما يجب، وبالتالي تنخفض قدرة الشخص على مقاومة العوامل الجرثومية المسببة للالتهابات، وهو ما يفسّر أن الأشخاص الذين يعانون من سُمنة مفرطة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجلد من غيرهم.
يمثل هذا الاكتشاف القطعة المفقودة في تركيبة العملية المناعية المضادة للالتهاب، كما يفتح المجال أمام دراساتٍ أخرى،
فعلى سبيل المثال، قد تُفيد أدوية السكري الموجودة حالياً في تقوية رد الفعل المناعي عن طريق الخلايا الشحمية، وقد يساعد هذا البحث العلماء في فهم الآليات الإمراضية المتعلقة بمرض السمنة و تطوير استراتيجيات جديدة للعناية به.
المصادر:
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا