سلسلة العناصر المعدنية - المغنيزيوم Magnesium
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
يعتبر المغنيزيوم من العناصر المعدنية الكبرى المتوفرة بشكلٍ كبيرٍ في الجسم، وهو موجودٌ بشكلٍ طبيعيٍ في كثيرٍ من الأطعمة، ويضاف إلى المنتجات الغذائية، كما أنه موجودٌ كمكملٍ غذائيٍ ويوجد أيضاً في بعض الأدوية مثل مضادات الحموضة والملينات.
يحوي جسم الشخص البالغ على حوالي 25 غراماً من المغنيزيوم، يتوزع 50٪ إلى 60٪ منه في العظام، أما باقي 30-40% من المغنيزيوم فتتوضع في أغلب الأنسجة الرخوة، ويكون تركيز المغنيزيوم في مصل الدم حوالي 1٪ من المغنيزيوم الإجمالي. يتراوح التركيز الطبيعي للمغنيزيوم في مصل الدم بين 0.75 و 0.95 ميلي مول\ل، ويحدث عوز المغنيزيوم عندما ينخفض تركيزه في الدم عن 0.75 ميلي مول/ل. بشكل عام يعمل الجسم على الحفاظ على مستويات المغنيزيوم في الدم ضمن الحدود الطبيعية من خلال الكلى التي تطرح عادةً حوالي 120 ملغ من المغنيزيوم في البول يومياً وتنخفض هذه الكمية عندما تنقص تراكيزه المصلية.
فوائد المغنيزيوم
يعمل المغنيزيوم كعامل مساعد لأكثر من 300 إنزيم تقوم بتنظيم التفاعلات الكيميائية الحيوية المتنوعة في الجسم، بما في ذلك :
• اصطناع البروتينات، الحفاظ على وظائف العضلات والأعصاب، مراقبة مستوى السكر في الدم، وتنظيم ضغط الدم
• إنتاج الطاقة، الفسفرة التأكسدية
• تطوير بنية العظام
• اصطناع DNA، RNA
• اصطناع الغلوتاثيون المضاد للأكسدة
يلعب المغنيزيوم أيضاً دوراً في النقل الفعال لشوارد الكالسيوم والبوتاسيوم عبر الأغشية الخلوية، وهي عملية هامة للوصل العصبي، ولتقلص العضلات، والحفاظ على معدل طبيعي لضربات القلب.
حديثاً أثبتت بعض الدراسات وجود دور إيجابي للمغنيزيوم في الحد من أعراض الربو والصداع النصفي.
الاحتياجات اليومية
يعبر الجدول التالي عن الاحتياجات اليومية من المغنيزيوم باختلاف العمر والجنس والحالة الصحية:
Image: Translated by Syrian Researchers
نقص المغنيزيوم
يعتبر نقص المغنيزيوم غير شائع عند الأشخاص الأصحاء وذلك لأن الكلى يمكن أن تقوم بالحد من طرحه من الجسم مع البول. ومع ذلك، فإن بعض الأدوية والظروف الصحية المعينة وإدمان الكحول قد تؤدي إلى نقص المغنيزيوم.
وتشمل العلامات الأولى لنقص المغنيزيوم التعب والضعف العام، فقدان الشهية، الغثيان، الإقياء، وفي حال تركها دون علاج قد تؤدي إلى الخدر، الوخز، عدم انتظام ضربات القلب، ظهور نوبات صرع، تشنجات عضلية. أما النقص الشديد للمغنيزيوم فقد يؤدي إلى نقص مستويات الكالسيوم أو البوتاسيوم في الدم بسبب خلل في التوازن الشاردي في الجسم.
و هناك بعض الفئات التي تعاني من خطر الإصابة بنقص المغنيزيوم أكثر من غيرها وتشمل الأشخاص الذين يعانون من:
• أمراض الجهاز الهضمي
• الداء السكري النمط 2
• إدمان الكحول
• كبار السن
فرط المغنيزيوم
إن تناول الكثير من المغنيزيوم من مصادره الغذائية لا يشكل خطراً صحياً عند الأشخاص الأصحاء، وذلك لأن الكلية تطرح الكميات الفائضة مع البول. مع ذلك فإن تناول جرعات عالية من المغنيزيوم من المكملات الغذائية أو الأدوية غالباً ما تؤدي إلى الاسهال المصحوب بالغثيان وتشنجات في البطن.
وقد ارتبط تناول جرعات كبيرة جداً من الملينات أو مضادات الحموضة الحاوية على المغنيزيوم (تناول أكثر من 5000 ملغ / اليوم من المغنيزيوم) مع التسمم بالمغنيزيوم والذي يحدث عادةً بعد أن يتجاوز تركيزه المصلي 1.74 – 2.61 ميلي مول\ل، ويمكن أن تشمل الأعراض انخفاض ضغط الدم، الغثيان، الإقياء، احمرار الوجه، احتباس البول، الاكتئاب، والخمول قبل أن تتطور إلى ضعف في العضلات، صعوبة في التنفس، انخفاض ضغط دم الشديد، عدم انتظام ضربات القلب، وأخيراً توقف القلب. ويزداد خطر التسمم بالمغنيزيوم لدى اضطراب وظائف الكلى أو الفشل الكلوي بسبب عدم القدرة على طرح الكميات الفائضة من المغنيزيوم.
يبين الجدول التالي عن الكميات القصوى المسموح تناولها من المغنيزيوم يومياً:
Image: Translated by Syrian Researchers
مصادر المغنيزيوم
الأغذية:
يتوفر المغنيزيوم على نطاق واسع في الأغذية النباتية والحيوانية والمشروبات. وتعتبر الخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ، البقول، المكسرات، البذور، والحبوب الكاملة من المصادر الغذائية الجيدة. بشكل عام، فإن الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائية توفر المغنيزيوم. وتؤدي بعض أنواع الصناعات الغذائية، مثل تكرير الحبوب وإزالة النخالة إلى تخفيض محتوى الغذاء من المغنيزيوم بشكل كبير. لذا يضاف المغنيزيوم لتدعيم بعض حبوب الإفطار والأطعمة الأخرى.
يمكن لمياه الصنبور، والمياه المعدنية، والمياه المعبأة في زجاجات أيضاً أن تكون مصدراً جيداً للمغنيزيوم، ولكن تختلف كمية المغنيزيوم في الماء باختلاف المصدر والعلامة التجارية وتتراوح من 1 ملغ/لتر إلى أكثر من 120 ملغ/لتر.
يستطيع الجسم امتصاص حوالي 30-40% من المغنيزيوم الوارد مع الغذاء.
المكملات الغذائية:
تحضر مكملات المغنيزيوم من العديد من الأملاح أهمها أكاسيد المغنيزيوم أو الكلوريد، وتختلف قدرة الجسم على امتصاص المغنيزيوم باختلاف الملح المستعمل وبشكل أدق باختلاف قدرته على الانحلال. وبشكل عام فإن امتصاص أملاح السترات واللاكتات أفضل من امتصاص أملاح السلفات وأكاسيد المغنيزيوم.
بينت الدراسات أن الجرعات المرتفعة من الزنك الموجودة في بعض المكملات الغذائية (142ملغ/يوم) تتداخل مع امتصاص المغنيزيوم وتؤدي إلى اختلال توازنه في الجسم.
الأدوية:
يستعمل المغنيزيوم في تحضير الملينات ومضادات القلس ومضادات الحموضة.
التداخلات الدوائية
البي فوسفونات Bisphosphonates مثل الأليندرونات (Fosamax®) :
يمكن للأدوية أو المكملات الغنية بالمغنيزيوم أن تقلل من امتصاص البي فوسفونات Bisphosphonates التي تستخدم لعلاج هشاشة العظام. لذا يجب تناول الأدوية أو المكملات الحاوية المغنيزيوم قبل أو بعد ساعتين من تناول أدوية البي فوسفونات.
المضادات الحيوية Antibiotics
يمكن للمغنزيوم أن يشكل معقدات غير قابلة للذوبان مع التتراسيكلين tetracyclines، مثل ديميكلوسيكلين (Declomycin®) والدوكسيسيكلين (Vibramycin®، وكذلك المضادات الحيوية من زمرة الكينولونات، مثل السيبروفلوكساسين (Cipro®) والليفوفلوكساسين (Levaquin®) . ينبغي أن تؤخذ هذه المضادات الحيوية قبل ساعتين على الأقل أو بعد 4-6 ساعات من تناول مكملات المغنيزيوم.
المدرات البولية Diuretics
إن العلاج المزمن بمدرات العروة مثل فوروسيميد (Lasix®) وبوميتانيد(Bumex®)، ومدرات البول الثيازيدية مثل هيدروكلوروثيازيد (Aquazide H®) وحمض الإيثاكرينيك (Edecrin®)، يمكن أن تزيد من فقدان المغنيزيوم في البول و تؤدي إلى نضوبه. في المقابل، فإن مدرات البول الحافظة للبوتاسيوم مثل الأميلوريد (Midamor®) والسبيرونولاكتون (Aldactone®) تحد من إطراح المغنيزيوم.
مثبطات مضخة البروتون Proton pump inhibitors
إن الاستعمال طويل الأمد (أكثر من سنة) للأدوية المثبطة لمضخة البروتون (PPI)، مثل الإيس أوميبرازول (Nexium®) واللانزوبرازول (Prevacid®)، يمكن أن يسبب نقص في تركيز المغنيزيوم في الدم.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا