حميات الصوم Fasting Diets.. بين الإشاعات والحقائق
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
فإن كان الصيام من أجل خسارة الوزن فيجب إعادةُ النظر في هذا الأمر لأن خسارة الوزن لن تستمر عند توقف الشخص عن الصيام، وإن كان من أجل التخلصِ من السموم (حمية الديتوكس Detox Diets) فيجب أن نعلم جيداً أنَّ الجسمَ يتخلص من السموم من تلقاء نفسه (للمزيد حول هذه الحمية هنا).
وتختلف حِمياتُ الصيام فيما بينها، فبعضُها يَسمح فقط بتناول السوائل مثلِ العصير والمياه أو الشاي وبعضها الآخرُ يتم بالتقليل من كمية السعرات الحرارية المتناولة ولكن دونَ منع تناول الطعام كلياً ولذا فمن المهم معرفة نوع الصيام وشروطه عند عرض نتائجه في أي دراسةٍ أو مقالةٍ، فالصيامُ عن الألياف (الحمية منخفضة الفضلات Low Residue Diet هنا) يختلف عن الصيام المُتَضمِّن خفْضَ كمية الحريرات المتناولة، ولا يجب اعتبار الصيام كلمةً شاملةً تضم تحتها الأنواع المختلفة.
لماذا يعطي الصيام (من أجل خسارة الوزن) نتائجَ عكسيةً؟
عندما تتناول طعاماً أقلَّ مما يحتاجه الجسم وتخسر بعضاً من وزنك فإن الجسم يدخل في حالة المجاعة starvation mode ومن أجل الحفاظ على الطاقة يقوم الجسم بخفض معدل الاستقلاب؛ وعند الانتهاء من الصيام والعودة إلى النظام الغذائي المعتاد فإنَّه قد يتم استعادة الوزن الذي خسرته. حيث إنَّه عند الصيام يتكيَّف الجسم عن طريق كبح الشهية لذلك يشعر الإنسان بجوعٍ أقلَّ مع استمرار الصيام لكن عند إيقاف الصيام تعود الشهيةُ إلى ماكانت عليه.
كما أنَّ صيام Fasting every other day (يوم صيام يوم أكل) يعطي نتائجَ مُشابِهة، فقد أوضحت إحدى الدراسات أنَّ هذا النوع من الصيام يؤدي إلى خسارة الوزن حتى عند قيام الشخص بتناول كل شيء يريده في يوم الإفطار (اليوم الذي لا يصوم فيه) ولكنَّ هذه الخسارةَ في الوزن لا يمكن أنْ تستمرَ لفترةٍ طويلة.
هل فعلاً تتراكم السموم في الجسم؟
في الحقيقة، إنَّ الجسم يمتلك آلياتٍ متطورةً وفعالةً جداً في تنظيف وتنقية السموم وإخراجها عن طريق أجهزة إطراحٍ مثل الجلد والأمعاء والكبد والكلى حيثُ يزيل الجسم السمومَ من الرأس وحتى أخمص القدمين من خلال الاستجابة لإشاراتٍ على شكل هرموناتٍ للتخلص من الفضلات والسموم مثلِ الكحول والأدوية ومنتجات الهضم والخلايا الميتة والبكتريا والموادِّ الكيميائية الناتجة عن التلوث.
اذاً فالجسم خبيرٌ في التخلص من السموم المتراكمة كما أنَّ تجنُّبَ بعض الوجْبات الغذائية أو تناولَ موادَّ وأعشاب تحددها هذه الحمية ليس كافياً للتخلص من سموم الكبد.
إنَّ حمْياتِ تنظيف الجسم من السموم والتي تضع قيوداً شديدةً على تناول البروتينات أو تتطلب الصومَ تؤدي الى أعراضٍ جانبيةٍ تشمل: انخفاضَ سكر الدم وآلاماً في العضلات وتعباً ودواراً وغثياناً، كما أنَّ الامتناعَ عن الطعام لفترةٍ طويلةٍ يمكن أن يؤديَ الى نقصٍ في الفيتامينات والمعادن. أما تنظيفُ القولون والذي غالباً ما يوصى به كجزءٍ من الحمية يمكن أن يسبب التشنجَ والنفخة والغثيان والتقيؤَ والجفاف أيضاً.
هل يُعتبر الصوم آمناً؟
إنَّ الصيام لأيامٍ قليلةٍ لن يؤذي الناس الأصحاء شريطةَ ألَّا يُصابوا بالتَّجفاف، أمَّا الصومُ لفتراتٍ طويلةٍ فإنّهُ أمرٌ غير جيدٍ للصحة وهذا يعتمد على نوع الصيام.
يحتاج جسم الإنسان إلى الفيتامينات والمعادن وغيرِها من المغذيات لكي يبقى بصحةٍ جيدةٍ، وفي حال عدم حصوله على ما يكفي من هذه المغذيات فإنّ بعضَ الأعراضِ ستظهر عليه مثلِ الإمساك والدوار والتعب والتجفاف ولن يكون الجسم قادراً على تحمل الحرارة المنخفضة (البرودة) لذلك يعتبر الصيام لفترةٍ طويلةٍ بمثابة تهديدٍ للحياة.
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري فينصح بعدم صيامهم ولو لفتراتٍ قصيرةٍ لأنَّ ذلك سيؤدي إلى انخفاض وارتفاع نسبة السكر في الدم .
كما أنَه يجب على كلٍّ من النساء الحوامل والمُرْضِعات والأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ مزمنةٍ والأطفالِ عدم ُالصوم .
لذلك قبل أن يبدأ أيُّ شخصٍ بحميةٍ غذائيةٍ وخاصة ًالحمياتِ المُتَضَمِّنة الصيامَ يجب أن يستشيرَ الطبيبَ الخاصَّ به من أجل معرفة ما إذا كان هذا النوع من الصيام مناسباً له، كما أنّه من الممكن الطلبُ بالإحالة إلى أخصائيِّ التغذية من أجل وضع الحمية المناسبة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا