المايكروغرين.. من زينة للأطباق إلى مكونٍ أساسي!
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
قدْ يتفاجَأُ العديدُ منكم حين يرى نباتاتٍ صغيرةٍ مكوّنةٍ من وريقاتٍ أوليةٍ تُزيِّن أطباق الأطعمة في المطاعم أو تلك البذور النابتة الموجودة في البقاليات الغربية ويتساءل ما الفائدة منها؟! إذ كانت لأمدٍ قريبٍ مجرد نباتاتٍ للزينة، وأما الآن فقد أصبحت ذات أهميةٍ غذائيةٍ كبيرة.
الـ Microgreens أو الخضار الفتية هي شتلاتٌ يافعةٌ لنباتاتٍ وأعشابٍ قابلةٍ للأكل؛ يمكن لها أن تنمو في المنازل وتُحْصَدَ بعد الأسبوع الأول أو الثاني من زراعتها حين تكون غير ناضجةٍ تمامًا، ومع أنَّها كانت تُقدَّمُ سابقًا في المطاعمِ الراقيةِ كزينةٍ للأطباق فقط، لكنَّها اكتسبت شهرةً متزايدةً في السنوات الأخيرة، ويُعدُّ كلٌ من الرَيْحَان وبراعم الكرنب والزهرة والخس واللفت والملفوف الأحمر من الأعشاب والخضراوات التي يُمكن أنْ تُنَمَّى على هيئة شتلاتٍ يافعةٍ.. ويأتي السؤال هنا هل تختلف الفائدة الغذائية لهذه الخضار الفتية عن الفائدة الاعتيادية للخضار الناضجة؟
Image: cdn.shopify.comنُشِر بحثٌ في مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry يشرح التنوع الموجود في الأجزاء الصغيرة الحجم من الملفوف الأحمر، إذ تبيَّن أنَّه من الممكن لها أن تُقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز القلبي الوعائي؛ فهي وعلى الرغم من صغر حجمها لكنَّ الـ Microgreens غنيةٌ بالعناصر الغذائية وفقًا للدراسات، إذ أبرزتْ إحداها أنَّ وُريقات هذه الشتلات تمتلك من العناصر الغذائية مثل: فيتامين C وE وبيتا كاروتين ما يزيد أربعين مرة ما تحتويه أوراقُ نظيراتها الكاملة النضج.
Image: s-media-cache-ak0.pinimg.comخفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم LDL لدى الفئران التي تناولت حميةً مرتفعة الدهون:
وقد اقترح بحثٌ سابقٌ أنَّ الملفوف الأحمر الناضج يمكن أن يُخفِّض من مستويات الكوليسترول الضار LDL؛ الذي قد تؤدي المستويات المفرطة منه إلى ارتفاع خطر الجلطات القلبية والسكتات الدماغية، وأمراضٍ أخرى في الجهاز القلبي الوعائي، وبناءً على هذا افترض هذا البحثُ أنَّ الـ Microgreens للملفوف الأحمر قد تكون أكثر فائدة فيما يتعلق بمستويات الكوليسترول نظرًا إلى محتواها المرتفع من العناصر الغذائية، ولاختبار مدى صحة هذه الفرضية استخدَم الباحثون ستين فأرًا اتّبعوا حميةً مُحفِّزةً للإصابة بالسُّمنة، وصُنِّفت عشوائيًّا إلى ستِّ مجموعاتٍ حسب محتوى النظام الغذائي المُعطى من الدسم، وكذلك أُعطيَ بعضُها مقدارًا من شتلات الملفوف الأحمر اليافعة وبعضُها الآخرُ ملفوفًا أحمر ناضجًا، فوجد الباحثون أنَّ إعطاء الفئران أجزاءً من الـ Microgreens أو الملفوف الناضج قلَّل من زيادة الوزن التي تسبَّبت بها الحمية المرتفعة الدهون، وإضافة إلى ذلك أدَّت إلى انخفاض مستوى الكوليسترول الضار في الكبد.
وعلى أية حالٍ فقد وُجِد أنَّ الـ Microgreens للملفوف الأحمر تحتوي على مستوياتٍ أعلى من الفينولات المتعددة polyphenols ومركبات الغلوكوسينولات glucosinolates - التي يُمكن أن تُخفِّض من مستوى الكوليسترول مقارنةً بالملفوف الناضج - وأظهرت الفئران التي أُطعِمت من هذه الخضراوات الصغيرة إلى جانب حميةٍ مرتفعةِ الدهون مستوياتٍ أقل من الكوليسترول الضار في الدم، وفضلًا عن ذلك فقد وُجِد أنَّ الشتلاتِ اليافعة خفَّضت من مستوى الشحوم الثلاثية في الدم، وهي نوعٌ من الدهون في الكبد يمكنُ لها أن ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب.
وبناءً على هذه الملاحظات فقد استنتج الباحثون أنَّ الـ Microgreens للملفوف الأحمر يُمكن لها أن تكون أكثر فائدةً لصحة القلب من الملفوف الأحمر الناضج.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
الدراسة المرجعية:
Red Cabbage Microgreens Lower Circulating Low-Density Lipoprotein (LDL)، Liver Cholesterol، and Inflammatory Cytokines in Mice Fed a High-Fat Diet; Haiqiu Huang، Xiaojing Jiang، Zhenlei Xiao، Lu Yu، Quynhchi Pham، Jianghao Sun، Pei Chen، Wallace Yokoyama، Liangli Lucy Yu، Yaguang Sunny Luo، and Thomas T. Y. Wang
Journal of Agricultural and Food Chemistry 2016 64 (48)، 9161-9171; DOI: 10.1021/acs.jafc.6b03805