اليوهيميرية وأصل الآلهة
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة اليونانية
وطرح يوهيميروس نظريته الدينية في قالب قصصي ضمن كتابه "التاريخ المقدس" في شكل شبيه بقصصية أفلاطون في محاوراته، وتحكي قصته عن التنظيم الاجتماعي لجزيرة يسافر إليها الراوي، ويدرس تاريخ الآلهة المبكر فيها من القديسين، ويقرأ على عمود ذهبي في معبد بوسايدون وسط الجزيرة حياة زيوس ووالده كرونوس وجده أورانوس يومَ حكموا ملوكًا في الأرض، وتركوا قيمة ثقافية كبيرة لشعوبهم مثل تحريم أكل لحوم البشر وتنظيم القوانين، ورُفعتهم شعوبهم المكانة لهم إلى منزلة الآلهة، ولهذه القصة أثر كبير في التعامل مع الأساطير الدينية في العصور اللاحقة بعد تجريدها من المعجزات غير القابلة للتصديق وتفسيرها في إطار الأحداث التاريخية (1,2).
وحازت قصة يوهيميروس على اهتمام كبير من الباحثين المهتمين بالنظريات السياسية واليوتوبيا الاجتماعية القديمة (1)، ودفعت الفلاسفة إلى الاهتمام بها في إطار تفسير نشوء الأديان بوصفها أدوات للحفاظ على النظام الاجتماعي (2).
وعلى الرغم من خطورة قصة يوهيميروس، ولكنه استطاع إيصال رسالته على شكل قصة قابلة للتأويل في مجرد قصة مسلية أو نقد للمعتقدات السائدة في ذلك الوقت (3).
وعند النظر في الأدب الإغريقي القديم، يبدو أن هناك قناعة بإمكانية تأليه البشر في حالة تقديمهم منافع كبيرة للمجتمع من حولهم، كتأليه الطرواديين لهيكتور (Hector) أو تأليه الإغريق لأخيل (Achilles) بسبب شجاعتهما في المعارك (2).
وإلى يومنا الحالي، لا نعرف الدافع الحقيقي وراء كتابة يوهيميروس لقصته الشهيرة، فيعتقد بعض الباحثين أن الهدف هو نقد الدين ككل، والبعض يرى أن الهدف هو الكشف عن أصل الإيمان بالآلهة أو الاستهزاء بتقديس الملوك والأبطال (2)، ولكن مهما كانت نية يوهيميروس، فمن الواضح أنه أراد إيصال فكرة أن آلهة جبل الأوليمب كانوا يومًا ما مجرد بشر (2).
المصادر:
2. Winiarczyk M. The "Sacred History" of euhemerus of messene. Berlin: De Gruyter; 2013. Available from: هنا
3. Karlsson L, Carlsson S, Kullberg JB. Lavrys: Studies presented to Pontus Hellström. Uppsala: Uppsala Universitet; 2014. Available from: هنا.