الصيام المتقطع، وتأثيرات سلبية محتملة!
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
فقد وجدت دراسة جديدة أن الاستراتيجية الشائعة لفقدان الوزن والتي تحدد الساعات التي يمكن خلالها استهلاك السعرات الحرارية قد تُضاعِف تقريبًا خطر وفاة الشخص على المدى الطويل بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصةً بين الأشخاص الذين يعانونَ أمراضَ القلب والأوعية الدموية والسرطان (2).
ويُعدّ الأكل المُقيّد بالوقت Time-restricted eating، وهو نوع من الصيام المتقطع intermittent fasting، يتضمن تحديد ساعات تناول الطعام لعدد محدد من الساعات كل يوم، والتي قد تتراوح من 4 إلى 12 ساعة خلال 24 ساعة دون انقطاع عن الماء، من الصيامات ذات النتائج الصحية الجيدة على القلب والأوعية الدموية، مثل ضغط الدم ومستويات الغلوكوز في الدم والكوليسترول وإنقاص الوزن على المدى القصير. لكن هذه الدراسة اهتمت بالتأثير الصّحي المُحتَمَل على المدى الطويل لاتباع خطة تناول طعام مقيدة مدة 8 ساعات (1-3).
إذ قامت هذه الدراسة بتحليل أكثر من 20.000 من البالغين الأمريكيين نصفهم من الرجال ونصفهم من النساء، ووجدت أن الأشخاص الذين حدّدوا طعامهم خلال أقل من 8 ساعات يوميًّا، وهي خطة أكل مُقيّدة زمنيًّا، كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا الطعام مدة 12-16 ساعة يوميًّا (2).
ووجدت هذه الدراسة أن الأشخاص الذين اتّبعوا نمطًا من تناول كل طعامهم خلال أقل من 8 ساعات يوميًّا، كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 91% بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. ولوحظ أيضًا زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو السرطان.
ومن بين الأشخاص الذين يعانونَ أمراضَ القلب والأوعية الدموية، ارتبطت مدّة تناول الطعام التي لا تقل عن 8 ولكن أقل من 10 ساعات يوميًّا بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية بنسبة 66%. وارتبطت مدّة تناول الطعام لأكثر من 16 ساعة يوميًّا بانخفاض خطر الوفاة بالسرطان بين الأشخاص المصابين بالسرطان (2).
وأوصت هذه الدراسة إلى أنّه من المهم بالنسبة للمرضى، وخاصةً أولئك الذين يعانونَ أمراضَ القلب أو السرطان، أن يكونوا على دراية بالارتباط بين نافذة تناول الطعام مدة 8 ساعات وزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وأيضًا تُشجع هذه النتائج على اتّباع نهج أكثر حذرًا تجاه التوصيات الغذائية، مما يضمن أن تتماشى مع الحالة الصحية للفرد وأحدث الأدلة العلمية.ولكن علينا أن ننتبه أنه على الرغم من أنّ الدراسة حددت وجود علاقة بين نافذة تناول الطعام مدة 8 ساعات والموت القلبي الوعائي، فإن هذا لا يعني أن تناول الطعام المقيد بالوقت يسبب الوفاة القلبية الوعائية (2).
ويجب الانتباه إلى قيود الدراسة والتي منها اعتمادها على المعلومات الغذائية المبلغ عنها ذاتيًّا، والتي قد تتأثر في ذاكرة المشارك أو تذكره وقد لا تقيم بدقة أنماط الأكل النموذجية. ولم تُضمَّن العوامل التي قد تؤدّي أيضًا دورًا في الصحة، خارج المدة اليومية لتناول الطعام وسبب الوفاة، في التحليل (1-3).
وأشار الباحثون إلى أنّ الأبحاث المستقبلية قد تدرس الآليات البيولوجية التي تكمن وراء الارتباطات بين جدول تناول الطعام المقيد بالوقت والنتائج الضارة على القلب والأوعية الدموية، وما إذا كانت هذه النتائج متشابهة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في أجزاء أخرى من العالم (1-3).
وعمومًا، تشير هذه الدراسة إلى أنّ الأكل المقيد بالوقت قد يكون له فوائد قصيرة المدى ولكن آثار ضارة طويلة المدى. وعندما تُقدَّم الدراسة بأكملها، سيكون من المثير للاهتمام والمفيد معرفة مزيد عن تفاصيل التحليل، وتتضمن إحدى هذه التفاصيل جودة المغذيات في الأنظمة الغذائية النموذجية للمجموعات الفرعية المختلفة من المشاركين. ودون هذه المعلومات، لا يمكن تحديد ما إذا كانت كثافة ونوعية وجودة المغذيات التي تُؤكَل في الفترة الزمنية المحددة قد تكون تفسيرًا بديلًا للنتائج التي تركّز حاليًّا على النافذة الزمنية لتناول الطعام (1-3).
المصادر: