هل يمكن أن يسبب لك طبقك التسمم؟
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
إنّ الجرعة المقبولة من الرصاص للبالغين (من الماء والهواء والطعام) هي 0.4 يوميًّا. وقد تسبب الجرعة التي تزيد عن 1 ملغ يوميًّا لمدة طويلة مرضًا خطيرًا يُدعَى "تسمم الرصاص"، في حين تُعدّ جرعة واحدة تتراوح من 20 إلى 50 غرامًا قاتلة (1).
لا تزال سمية الرصاص موضوعًا مثيرًا للجدل لعلماء البيئة، بسبب تأثير الرصاص السام في النباتات والحيوانات والبشر. وقد أظهرت نتائج دراسات أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ هناك نسبة من الرصاص في بعض أنواع الحلوى، وذلك بسبب احتواء مكوناتها -كمسحوق الفلفل الحار والتمر الهندي- على آثار للرصاص. كذلك قد يتسرّب الرصاص إلى الحلوى عند تجفيف المكونات وتخزينها وطحنها بطريقة غير صحيحة، وقد يحتوي الحبر الموجود في أغلفة الحلوى البلاستيكية أو الورقية على رصاص يتسرب إلى الحلوى المستوردة (2,3).
لكن؛ كيف يتلوث الغذاء بالرصاص؟
ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ تركيز الرصاص في الغذاء أو الماء يعتمد على الموقع الجغرافي ومدى القرب أو البعد عن مصادر التلوث.
التسمم بالرصاص:
يخضع امتصاص الرصاص من الجهاز الهضمي للخصائص الفيزيائية، كالعمر والحمل والصيام وحالة الحديد والكالسيوم، والطبيعة الفيزيائية والكيميائية للمادة المبتلعة، كحجم الجسيمات والذوبان والمعادن وأنواع الرصاص).
ينتقل الرصاص الممتص من الأمعاء إلى الأنسجة الرخوة، كالكبد والكلى وأنسجة العظام بواسطة خلايا الدم الحمراء، إذ يحدث الارتباط بين الرصاص والهيموغلوبين، ويتراكم فيها مع مرور الوقت (3).
يُقدَّر عمر الرصاص النصفي في الدم بـ 35 يومًا، في حين يُقدّر عمر الرصاص النصفي في الأنسجة الرخوة بـ 40 يومًا. وقد يبقى الرصاص في العظام مدةً تصل إلى 30 عامًا، علمًا أنّ تركيزات الرصاص في الأسنان والعظام تتزايد بتناسب مع العمر (3).
يخلق الرصاص روابطَ كيميائية مع مجموعات الثيول من البروتينات، ويُعتقَد أنّ سمية الرصاص تعيق عمل الإنزيمات، ومن ثم تتداخل مع توازن المغنيسيوم والكالسيوم والزنك، ويحدث الإجهاد التأكسدي الناجم عن التسمم بالرصاص، لأنه يعطل نظام دفاع الخلايا المؤكسدة/ المضادة للأكسدة (3).
ويجب الإشارة إلى أنه عُثِر على مستويات عالية من امتصاص الرصاص لدى الأطفال وليس لدى البالغين؛ إذ يُقدَّر أنّ البالغين قد يمتصّون 3-10% من الجرعة الفموية من الرصاص القابل للذوبان في الماء، في حين قد يصل لدى الأطفال إلى 40-50%.
كذلك وُجِدت تراكيز أعلى من الرصاص في دم الأطفال الذين يعانون نقصَ الحديد أو الكالسيوم مقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات كاملة من الحديد أو الكالسيوم (3).
التأثير السام للرصاص:
قد تحدث التأثيرات الأكثر خطورة للتعرض للرصاص في أثناء مدة النمو النشط للدماغ (أي المرحلة الجنينية ومرحلة الرضاعة) وفي مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات عصبية، كصعوبات التعلم، وصعوبات السلوك، وانخفاض معدل الذكاء (4).
طُوِّرت بعض الطرائق من أجل تجنب الرصاص وإزالته من سلسلة الغذاء، وقد تنوعت ما بين طرائق فيزيائية، كاستبدال التربة أو المياه المستخدمة، أو المعالجة الكهروحركية للتربة، وكيميائية كغسل التربة، أو التثبيت الكيميائي للرصاص بواسطة عناصر أخرى، وبيولوجية التي تُعدّ أكثر الخيارات حفاظًا على البيئة، ونذكر منها التثبيت النباتي الذي يقلل حركية الرصاص وتوافره البيولوجي عن طريق الامتزاز بواسطة الجذور والترسيب الكيميائي والتكوين المعقد في منطقة الجذر، والمعالجة بالميكروبات؛ أي تقليل توفر الرصاص في البيئة باستخدام الميكروبات المحلية/ الغريبة (3).
وكان لعلم الوراثة والجينوم دورٌ في إيجاد أسلوب للوقاية من التلوث بالرصاص عن طريق زراعة أصناف من النباتات معدلة وراثيًّا من أجل خدمة هذا الغرض (3).
المصادر: