العمل الليلي والبدانة؛ هل من حل؟
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
تجيب دراسة جديدة من كلية (بيرلمان - Perelman) للطب في جامعة بنسلفانيا عن هذا السؤال بـ"نعم"، وتلقي الضوء على كيفية معرفة الجسم متى يأكل. وتشرح الدراسة، التي نُشرت في مجلة ساينس، كيف اكتشف الباحثون أن هناك صلةً بين الساعة الداخلية للكبد ومراكز التغذية في الدماغ (1).
فقد أظهر بحث الفريق أن الكبد يرسل إشارات إلى الدماغ عبر العصب المبهم، مما يجعل الدماغ يعرف ما إذا كان تناول الطعام يحدث في وقت يتبع إيقاع الجسم اليومي. ويمكن أن تتعطل هذه الإشارات بسبب العمل في ساعات غير عادية، فيعوض الدماغ تعويضًا مبالغًا فيه، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام في أوقات خاطئة (1).
ويتناول كل من الفئران والبشر الطعام عادةً في الأوقات التي يكونون فيها مستيقظين ومنتبهين، وتوفر هذه الدائرة ردود فعل من الكبد إلى الساعة المركزية في الدماغ التي تحافظ على عمل النظام بسلاسة؛ وتحدث هذه ردود الفعل عن طريق اتصال عصبي من الكبد إلى الدماغ (1,2).
واستهدف الباحثون على وجه التحديد جينات تسمى (REV-ERBs) في خلايا الكبد لدى الفئران، وهي بروتينات مهمة تساعد على تنظيم إيقاع الجسم اليومي، إذ إن إيقاع الجسم اليومي هو دورة داخلية مدتها 24 ساعة تنظم أنشطة مختلفة كدورات النوم والاستيقاظ، وإطلاق الهرمونات، وعادات الأكل (1-3).
عندما أُوقف تشغيل جينات (REV-ERB) في الفئران -مما يجعل الكبد لديه ساعة معيبة- تغيرت أنماط الأكل تغيرًا كبيرًا، مع استهلاك مزيد من الطعام في أثناء الأوقات الأقل نشاطًا(1).
وكانت هذه التأثيرات قابلة للعكس، فقد أدى قطع الاتصال العصبي في الفئران البدينات إلى استعادة أنماط الأكل الطبيعية وتقليل تناول الطعام، ويشير هذا إلى أن استهداف مسار الاتصال بين الكبد والدماغ قد يكون نهجًا واعدًا لإدارة الوزن لدى الأفراد الذين يعانون اضطرابًا في الإيقاع اليومي (1).
ويقترح فريق البحث أن استهداف أجزاء معينة من العصب المبهم، قد يساعد الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية، أو يعانون اضطراب الرحلات الجوية الطويلة عن طريق معالجة الإفراط في تناول الطعام الناجم عن اضطراب الساعات البيولوجية، وتفتح هذه النتائج الباب أمام علاجات مستقبلية يمكنها استهداف مسارات عصبية محددة لمساعدة أولئك الذين يعانون اضطرابات التمثيل الغذائي الناجمة عن جداول الأكل غير المنتظمة (1).
المصادر: