محفزات النشاط لدى الرياضيين Performance enhancing substances
الغذاء والتغذية >>>> الرياضة وتغذية الرياضيين
وتعرفُ المواد المحفزة للنشاط بأنها مكمّلاتٌ غذائيةٌ ومجموعةٌ من المُركّباتِ المتوافرةِ بسهولةٍ في البقاليات والصيدليات. وعلى عكسِ أدويةِ البناءِ الستيروئيديّةِ (Anabolic steroids)، لا تُصنّفُ محفّزاتُ النشاطِ كأدويةٍ على الإطلاق. وقد تمَّ إثباتُ وجود فعاليةٍ نسبيةٍ لبعضِ الموادِ المُحفّزةِ للنشاط حيث ساهمَت إلى حدّ ما بزيادةِ النشاطِ وتقديمِ فائدةٍ للرياضيين أثناء المباريات، وسنحاول من خلال هذه المقال تسليطَ الضوءِ على أهمِّ الأنواعِ وأكثرها انتشاراً.
المنشِّطات Stimulants:
وأشهرُها الكافيين والإيفيدرا Ephedra.
والكافيين مادةٌ عديمةُ الرائحةِ، بيضاءُ اللون، متواجدةٌ بشكلٍ طبيعيٍ في القهوة، والشاي، والمتّة، وعشبة الغوارانا Guarana، إضافةً لتواجدِهِ في الشوكولا ومشروباتِ الطّاقةِ والمشروباتِ الغازيّة. يعملُ الكافيين كمنبهٍ للجملةِ العصبيّةِ إضافةً إلى عددٍ من التأثيراتِ الفيزيولوجيّةِ الأخرى في الجسمِ، كتنشيطِ الدورةِ الدّمويةِ، وعملِ القلبِ، إضافةً لزيادةِ تحطيم الغليكوجين في الكبد، وزيادةِ استخدامِ الشحومِ الثلاثيةِ من قبلِ العضلاتِ واستهلاكِ الحموضِ الدّسِمةِ من النسيجِ الشّحميّ.
جميعُ هذه التأثيراتِ جعلت الكافيينَ يُعتبَرُ واحداً من أهمّ مُحفّزاتِ النشاطِ للرياضيين. كما بيّنَت بعضُ الدراساتِ إمكانيةَ اعتبارِ الكافيين محفزاً رياضياً أثناء المبارياتِ شريطةَ ألّا تكون من الرّياضاتِ التي تعتمدُ على السُّرعةِ والشّدةِ العالية، وأن تكونَ مُدّةُ المباراةِ أكثرَ من 30 دقيقةً. من جهةٍ أخرى، بيّنت إحدى الدراساتِ المجراةِ على الرياضيين أن الأثرَ المنشّطَ للكافيين يختلفُ من شخصٍ لآخر، كما يختلفُ حسبَ فترةِ تناولهِم للكافيين، حيث وُجد أن تناول الكافيين مدةَ 6 أسابيعٍ قبلَ المباراة لم يؤثرْ بشكل إيجابيّ على نشاطِهم، نظراً لحدوثِ انخفاض في حساسيةِ الجسمِ تِجاهَ الكافيين. وهذا يعني أن تجاوز الجرعةِ الآمنةِ للكافيين، والتي تتراوح بين 100-300 ملغ/اليوم، بعد انخفاضِ الحساسيّةِ لن يعودَ على أداءِ الرياضيّ بفائدةٍ تُذكر.
أما الإيفيدرا Ephedra، فقد تم سحبُها من السّوقِ عام 2004 من قبلِ منظّمةِ الغذاءِ والدواء العالمية Food and Drug Administration (FDA)، لتعودَ وتظهرَ منذُ فترةٍ قصيرةٍ في الأسواق. تتميزُ الإيفيدرا بأنّها لا تسبِّبُ الإدمانَ كما يفعلُ الكافيين. وقد بيّنت الدراساتُ أن تناولَ الإيفيدرا قد يزيدُ من النشاطِ الحركيّ للرياضيين. وتبلغُ الجرعة المسموح بها من الإيفيدرا 100 ملغ/اليوم، مع التأكيد على أنّ هذهِ الكميةَ تُسبّبُ مشاكلَ صحيةً متعددةً لمرضى الضّغطِ والقلبِ مما يشيرُ إلى ضرورةِ الانتباهِ للكميةِ المُتناولةِ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها قد تتواجدُ في بعضِ المشروباتِ أو الأدويةِ المُعدّةِ للرياضيين.
المُكمّلاتُ الغذائية:
وتشملُ مجموعةً من الفيتاميناتِ والمعادنِ والأعشاب. المؤسفُ في الأمرِ أن معظمَ الأعشابِ التي تُباع كمُحفّزاتِ نشاطٍ للرياضيين في دولةٍ ما تعتبرُ دواءً في دولةٍ أخرى، وهذا يعني أنّها ليستَ آمنةً للاستخدامِ العشوائيّ، بل تحتاجُ لرقابةٍ صحيةٍ ووصفةٍ طبية قبل استهلاكها. وقد تكون عُشبةُ الجينسنغ Ginseng أشهرَ هذهِ المكملاتِ.
كثيراً ما نسمعُ عن عُشبةِ الجينسينغ وأثرِها على فيزيولوجيّةِ الجسمِ، ولكنّ ما يجهلُه مُعظمُنا هو أنّ فعاليةَ هذهِ العشبةِ تتوقفُ على الجزءِ المستخدَمِ منها، ونوع النبتةِ ومكانِ زراعتِها. حيث تلعبُ هذهِ العواملُ دوراً أساسياً في سلامةِ وفعاليةِ الجينسينغ، مما يطرحُ في نفسِ الوقتِ مشكلةً أخرى تكمنُ في صعوبةِ التأكُّدِ من نقاوةِ وفعاليةِ الجزءٍ الذي تمّت إضافتُهُ إلى الأدويةِ او المشروباتِ التي يتناولها الرياضيّ.
ويُعتقدُ أن تأثيرَ عُشبةِ الجينسينغ على جهازِ المناعةِ وهرموناتِ الجسمِ هو المسؤولُ عن الناحيةِ الإيجابية لاستخدامها في علاجِ التّوتُّرِ المرافقِ للرياضيين وزيادةِ أدائِهِم الرياضيّ عن طريقِ زيادةِ ضخّ الدّمِ وعملِ القلب، فضلاً عن زيادةِ بناءِ الغليكوجينِ في العضلات. وبشكلٍ عام، لا يُنصحُ بالتناولِ العشوائيّ للجينسينغ وخاصةً لفتراتٍ طويلةٍ، بسبب وجودِ بعض الآثارِ الجانبيةِ، إضافةً إلى غيابِ الرّقابةِ الفعالةِ على المنتجاتِ الحاويةِ عليه.
بيكربونات الصوديوم Sodium bicarbonates:
وهي مادةٌ منتشرةٌ بكثرةِ، وتُستخدمُ في تحضيرِ الأطعمةِ بشكل كبير. وتعتبر بيكربونات الصوديوم مادةً منظّمةً للحموضة Buffer. وقد انتشرَ استخدامُ هذه المادةِ بين الرياضيين كمحفزِ نشاطٍ نظراً لعملِها على تعديلِ الحموضةِ الناجمةِ عن تراكمِ حمضِ اللّبن Lactic acid، مما يساهمُ في تأخيرِ الشعورِ بالتعبِ المبكر لدى الرياضيّ. وقد وجدَت الدراساتُ أن الفائدةَ المرجوّةَ من تناولِ البيكربونات لا تكونُ واضحةً بشكلٍ دائمٍ، بل تتعلّقُ بنوعِ الرّياضةِ وكميّةِ حمضِ اللّبنِ المتشكّلِ، فقد تكونُ النتيجةُ فعالةً في الرياضاتِ اللاهوائية، كالرّكضِ لمسافةٍ تتجاوزُ الـ 400 متراً، في حين يُلاحظُ أن ممارِسي الرّياضاتِ الهوائيةِ (الآيروبيك) لا يحصلون على الفائدةِ نفسِها. تبلغُ الكميةُ المسموحُ بها 300 ملغ/كغ جسم/اليوم، وتؤدي زيادةُ الكميةِ عن هذا الحَدِّ إلى حدزثِ اضطراباتٍ هضميةٍ وأخرى عامةٍ في الجسم، إضافةً إلى مشاكلَ في العضلاتِ.
وكرسالةٍ أخيرةٍ نَوَدُّ إيصالَها من خلال هذا المقال، فإنّ معظمَ محفّزاتِ النشاطِ التي يُروَّجُ لها في أوساطِ الرياضيين تختلفُ حسب طبيعةِ الجسمِ وطريقةِ استجابتِهِ الخاصّة، إضافةً لنوعِ الرّياضةِ المُتّبعة. كما أنّ العديدَ من هذهِ المركّباتِ يمتلكُ آثاراً جانبيةً قد تكون خطيرةً أحياناً. وتبقى استشارةُ الطبيبِ وأخصائيّ التغذية أمراً ضرورياً قبل البدءِ بتناول هذه المواد حتى وإن كانت مجرّدَ مكمّلٍ مستخلصٍ من الأعشابِ الطبيعية.
إعداد: كندة حبيب
المراجع:
1. JENNIFER F. BUC KMAN، DAVID A . YUSKO، HELENE R. WHITE، and ROBERT J. PA NDINA، Risk Profile of Male College Athletes Who Use Performance-Enhancing Substances 2009، JOURNAL OF STUDIES ON ALCOHOL and Drugs
2. Claudia L Reardon، 2014، Drug abuse in athletes، Substance Abuse and Rehabilitation : 5 95–105
3. Williams، M، 2007. Nutrition For Health، Fitness and Sport. 8th edition، McGraw-Hill. P.478-485