الرقص.. دواءٌ جديدٌ للشيخوخة!!
الغذاء والتغذية >>>> الرياضة وتغذية الرياضيين
يعاني الإنسان من تراجعٍ في القدرات الذهنيّة والبدنيّة كلّما تقدم بالعمر، والأسوء حالاً عندما يترافق مع حالاتٍ مثل مرض ألزهايمر. وقد نُشرت دراسةٌ في مجلة Frontiers in Human Neuroscience تُبيّن إمكانية عكس علامات التقدّم في السن في أدمغة الأشخاص كبار السن الذين شاركوا في تمارين جسديةٍ، وقد كان الرقص أحد أكثر التمارين فعاليةً.
شارك في الدراسة متطوعون مُسنّون بمتوسط عمرٍ يقارب 68 عاماً، حيث تم تسجيلهم في دروسٍ لتعلّم الرقص أو تدريباتٍ لتمارين التحمل والمرونة لمدة 18 شهراً بمعدل جلسةٍ واحدةٍ في الأسبوع. وقد أظهرت كلا المجموعتين تحسّناً في منطقة الحصين في الدماغ وهذا ما يعتبر مهماً حيث أنّ هذه المنطقة عُرضةٌ للتراجع مع تقدّم العمر وتتأثّر بالأمراض مثل ألزهايمر. وهي تلعب دوراً أساسياً في الذاكرة والتعلّم بالإضافة إلى الحفاظ على التوازن.
لطالما ارتبطت التمارين الرياضيّة بمحاربة آثار الشيخوخة ولكن لم تركّز أي دراسةٍ على نوعية هذه التمارين وبالتالي لم يتم تحديد أي تمرينٍ هو الأفضل من غيره. ولهذا السبب كانت هذه الدراسة مختلفةٌ، حيث اختلفت أنواع التمارين المُعطاة للأشخاص المشاركين، ومن هذه التمارين، المشي وركوب الدرّاجة، أمّا بالنسبة للرقص فقد كانت الرقصات تختلف في كل أسبوعٍ، مثل الجاز والرقص الأمريكي اللاتيني حيث يتمّ تغيير خطوات الرقص والتشكيلات والسرعة والإيقاع في كل أسبوعٍ وذلك لإبقاء المشاركين في عملية تعلّمٍ مستمرةٍ، وكانت من أكثر الأمور تحدّياً للمشاركين هو التمكّن من تذكّر كل الحركات على الرغم من الوقت القصير ومن دون مساعدة المدرّبين المشرفين.
ولكنّ هذه التحدّيات كانت السبب في التحسّن الملحوظ لدى المشاركين وتحديداً فيما يتعلق بالتوازن. وهذا ما دعا الطبيبة كاثرين ريهفيلد Kathrin Rehfeld وزملائها المشرفين على الدراسة إلى التفكير بوضع برنامجٍ جديدٍ للّياقة البدنية بحيث يستطيع مضاعفة الآثار المضادة للشيخوخة على الدماغ.
حالياً يعمل الفريق على نظامٍ جديدٍ يُدعى Jymmin وهو دمجٌ بين الصوت والحركة (jamming and gymnastic) وهو نظام يعتمد على الاستشعار حيث يولّد أصواتاً (ألحاناً وإيقاعاتٍ) اعتماداً على النشاط الحركي. وذلك انطلاقاً من أنّ مرضى الخَرَف يستجيبون وبشدةٍ عند الاستماع للموسيقى، وبهذا ستقوم الدراسة بالربط بين النتائج الواعدة للتمارين الحركية مع الموسيقى الحيّة.
وسوف نختتم المقال بنصيحةٍ من الطبيبة ريهفيلد سوف تجعلكم تنهضون من أماكن جلوسكم وتبدؤون الرقص على ألحانكم المُفَضلة:
"أعتقد بأنّنا جميعنا نرغب بعيش حياةٍ مستقلّةٍ وصحيةٍ ولأطول فترةٍ ممكنةٍ، والنشاط البدني هو أحد عوامل نمط الحياة الصحي الذي يمكن أن يساهم بهذا الأمر، حيث يقوم بمواجهة العديد من عوامل الخطورة ويبطء التراجع المرتبط بالتقدّم بالعمر. وأعتقد أنّ الرقص أداةٌ قويةٌ لخلق تحدياتٍ جديدةٍ للجسم والعقل معاً وبالأخص عند كبار السن."
تندرج هذه الدراسة ضمن مجموعةٍ أوسع من البحوث التي تحقق في الآثار المعرفية والعصبية للنشاط البدني والمعرفي عبر العمر.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية:
Kathrin Rehfeld، Patrick Müller، Norman Aye، Marlen Schmicker، Milos Dordevic، Jörn Kaufmann، Anita Hökelmann، Notger G. Müller. Dancing or Fitness Sport? The Effects of Two Training Programs on Hippocampal Plasticity and Balance Abilities in Healthy Seniors. Frontiers in Human Neuroscience، 2017; 11