مؤشّر كتلة الجسم (Body Mass Index أو BMI) هو النّسبة بين وزن الجسم وطوله، ويُقاس بقسمة الوزن مقدّرًا بالكيلوغرام على الطول مقدّرًا بالمتر المربع. ظهر هذا المؤشّر لأوّل مرة في منتصف القرن التّاسع عشر (1)، ومازال يُستخدم بكثرة حتّى يومنا هذا، لأنّ حسابه سهل وغير مكلّف، كما وتُظهِر عديد من الدراسات أن هناك علاقة بين ارتفاع قيمة BMI وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والموت أحيانًا، ودلالة المؤشّر كالآتي (2):
لكن هناك بعض أوجه القصور لهذا المقياس، منها:
لا يفرّق بين كتلة الدّهون والكتلة غير الدّهنية (الكتلة العضليّة، كتلة العظام...) من وزن الجسم الإجماليّ، ولا يهتمّ بتوزّع الدّهون في الجسم (1).
لا يأخذ التّغيّرات الّتي تحدث في الجسم مع التّقدّم في العمر بعين النظر، الكتلة العضليّة تنقص مع الزمن بعكس الكتلة الدّهنيّة التي تزيد مع التقدّم بالسّنّ (1). بالإضافة إلى ذلك، فإن نتائجه غير دقيقة بالنّسبة لليافعين الّذين تتراوح أعمارهم بين 8 و17 سنة (3).
لا يأخذ جنس الشّخص أو عِرقه بعين الحسبان، إذ تكون نسبة الدّهون في جسم الأنثى أكبر منها عند الذّكر في العمر نفسه(1).
لا يهتم بالعلاقة الزمنية بين السمنة والنتيجة التي تُقاس (1).
طرق أخرى لقياس نسبة الدّهون في الجسم:
1- الأساليب الميدانية Field methods: تُستخدم في العيادات عمومًا وفي الدراسات البحثية الكبيرة، ومنها:
محيط الخصر Waist Circumference: وهو أسهل وأشهر الطّرق لقياس زيادة السمنة في منطقة البطن. ويُقاس عند الخصر الطبيعي بين أدنى ضلع وأعلى عظم الورك أو السرة (زر البطن) أو في أضيق نقطة في القسم الأوسط (2).
سماكة ثنية طبقات الجلد Skinfold Thickness: يُستخدم فرجار خاص لقياس سماكة ثنية الجلد والدهون الموجودة تحتها في مناطقَ محددةٍ من الجسم نحو :الجذع والفخذين و الجزء الأمامي والخلفي من أعلى الذراع) تحت الكتف)، وتُستخدم معادلات خاصة لتقدير نسبة الدهون في الجسم بناءً على هذه القياسات(2).
تحليل المعاوقة الكهربائية البيولوجية Bioelectrical impedance (BIA): تُرسل معدّات BIA الخاصّة تيّارًا كهربائيًا صغيرًا آمنًا عبر الجسم و تُقاس المقاومة التي يتعرض لها، حيث يواجه مقاومة أكبر عند مروره عبر دهون الجسم (2).
مؤشر كتلة الجسم الثّلاثي Tri-ponderale Mass Index (TMI): يستخدم لتقدير نسبة الدهون عند المراهقين لأن نتائجه أكثر دقّة وتطبيقه أسهل لهذه الفئة العمريّة، و يُقاس بقسمة وزن الجسم مقدّرًا بالكيلوغرام على طول الجسم مقدّرًا بالمتر المكعّب (3,4).
2- الأساليب المرجعيّة Reference measurements: وهي تقنيات تُستخدم فقط في الدراسات البحثية للتحقق من دقة التقنيات السابقة، ومنها:
قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث Dual Energy X-ray Absorptiometry (DEXA): تمر حزم الأشعة السينية عبر أنسجة الجسم المختلفة بمعدلات مختلفة لذلك تستخدم التقنية حزمتين من الأشعّة السّينيّة منخفضة المستوى لتقدير كتلة الدهون والكتلة غير الدّهنيّة (2).
التصوير المقطعيّ المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسيّ (MRI): تعدان أكثر الطرق دقة لقياس الأنسجة والأعضاء وكتلة الدهون في الجسم بالكامل بالإضافة إلى كتلة العضلات الهزيلة وكتلة العظام (2).
ختامًا ،لا يمكننا أن نَعُد BMI مقياسًا غير موثوق بالكامل لِأن المشكلات في نتائجه تظهر عندما يُساء استخدامه للترويج لشائعات محددات في الوزن والصحة وليس بسبب عدم دقته، وهو سيبقى من أهم المؤشرات المقاسة بسبب سهولة جمعه وتحليله وتفسيره من العلماء والعامة، وكونه يعطي فكرة جيدة عن الصحة والوزن الصحي، أي كما يصفه علماء التغذية " بساطة الحساب وقابلية التطبيق على المجموعات السكانية جميعًا في أيِّ وقت " (5).
المصادر:
1- Rothman KJ. BMI-related errors in the measurement of obesity. International Journal of Obesity [Internet]. 2008 [cited 22 May 2022];32(S3):S56-S59. Available from: هنا
2- Measuring Obesity [Internet]. Obesity Prevention Source - Harvard T. H. Chan . 2022 [cited 14 May 2022]. Available from: هنا
3- Pope A. Better than BMI: Study finds more accurate way to determine adolescent obesity [Internet]. The University of Alabama at Birmingham. 2017 [cited 14 May 2022]. Available from: هنا
4. Peterson CM, Su H, Thomas DM, Heo M, Golnabi A, Pietrobelli A et al. Tri-Ponderal Mass Index vs Body Mass Index in Estimating Body Fat During Adolescence. JAMA Pediatrics [Internet]. 2017 [cited 23 May 2022];171(7):629-236. Available from: هنا
5- Gutin I. In BMI we trust: reframing the body mass index as a measure of health. Social Theory & Health [Internet]. 2017 [cited 23 May 2022];16(3):256-271. Available from: هنا