خمسة سموم تتخفَّى في طعامنا!
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
1. البيسفينول (أ) (BPA) Bisphenol A والمركبات المشابهة:
البيسفينول (أ) هو مادة كيميائية كانت في العبوات البلاستيكية لعديد من الأطعمة والمشروبات الشائعة، وفي بطانة العلب المعدنية (كعلب البندورة المعلبة على سبيل المثال). ومع ذلك، فقد أظهرت الدّراسات أنّ مادة BPA يُمكن أن تتسرّب من هذه العبوات إلى الطّعام أو المشروبات المحتواة بداخلها (1).
يُعتَقد أنّ مادة BPA تُحاكي هرمون الاستروجين؛ من خلال الارتباط بمواقع المستقبلات المُخصّصة للهرمون، وهذا يُمكن أن يعطّل وظيفة الهرمونات النموذجية (1).
علاوةً على ذلك، أظهرت الدّراسات التي أُجريت على حيوانات التجارب الحوامل أن التعرض لـ BPA يؤدي إلى مشكلاتٍ في الإنجاب، ويزيدُ خطرَ الإصابةِ بسرطان الثدي والبروستات في المستقبل لدى الجنين النامي (2).
وقد أوضحت بعض الدّراسات الرصدية أيضًا أنّ المستويات المرتفعة من مادة BPA ترتبط بمقاومة الأنسولين، ومرض السكري من النوع الثاني والسمنة. ومع ذلك، فقد أُجريتْ هذه الدّراسات على الحيوانات، ولكنّ قليلًا منها أُجري على البشر (3).
لحسن الحظ، أصبحت معظم المواد البلاستيكية والعلب الآن خالية من مادة BPA. ومع ذلك، فقد استُبدلت مادة BPA في عديد من المنتجات بمركباتٍ مشابهة جدًّا مثل ثنائي الفينول إس Bisphenol S، والتي قد يكون لها تأثيرات مماثلة؛ بل تشير إحدى المراجعات إلى أنّ BPS قد يكون أكثرَ سمية للجهاز التناسلي من BPA (4).
لتقليل تعرُّضكم لهذه المركّبات الضارة المحتملة، تجنّبوا الأطباق البلاستيكية قدرَ الإمكان، بما في ذلك المياه المعبّأة في زجاجات. استخدموا أواني الشرب المصنوعة من الزجاج والفولاذ المقاوم للصّدأ بدلًا من البلاستيك، وابحثوا عن الأطعمة المعبّأة في عبوات زجاجية بدلًا من علب الألمنيوم.
2. الدّهون المتحولة الصناعية Artificial Trans Fats:
تُصنّع الدّهون المتحولة الاصطناعية عن طريق ضخ الهيدروجين في الزيوت غير المشبعة مثل زيت فول الصويا والذرة لتحويلها إلى دهون صلبة. وكانت متوفرة في عديد من الأطعمة المصنعة، مثل السمن والأطعمة الخفيفة والمخبوزات المعبأة.
ومع ذلك، فقد أظهرت الدّراسات التي أُجريت على حيوانات التجارب والدّراسات الرصدية مرارًا وتكرارًا أنّ استهلاك الدهون المتحولة يُسبّب الالتهابات وله آثار سلبية على صحة القلب، ولهذا السبب، حُظر استخدام الدهون المتحولة الاصطناعية في عديد من الدول.
قد تحتوي بعض الأطعمة الحيوانية على بعض الدهون المتحولة التي تتكون طبيعيًّا، لكن ليس لها نفس الآثار الصحية السلبية مثل الدهون المتحولة الصناعية (5).
3. الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات Polycyclic Aromatic Hydrocarbons (PAHs):
تُعدّ الهيدروكربونات العطرية مُتعدّدة الحلقات (PAHs) من الملوثات البيئية. وتنشأ من حرق المواد العضوية، وتكون أيضًا متوفرة في الأطعمة (6).
عند شواء اللحوم أو تدخينها في درجات حرارة عالية، تتساقط الدّهون على أسطح الطهي الساخنة، ممّا ينتج عنها (PAHs) التي يمكن أن تتسرّب إلى اللحوم. وعلى الرغم من أنّه كان يُعتقد في السابق أنّ اللحوم الحمراء هي السبب الرّئيس، فقد تبيّن أن عينات الدجاج والأسماك المشوية تحتوي مستوياتٍ مماثلة من (PAHs) (6).
في الواقع، تُعدّ اللحوم المدخنة والمشوية أحد المصادر الرّئيسة ل(PAHs) في الطعام. وتتوفّر أيضًا في عديد من أنواع الأطعمة المصنعة. ولسوء الحظ، صرّح الباحثون أن (PAHs) سامة، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والكلى والقولون والبروستات (7).
لكن من الأفضل استخدام طرائق طهي أخرى، مثل الطهي البطيء، غيرَ أنّه يمكنك تقليل (PAHs) بنسبة تصل إلى 89% عند الشوي عن طريق تقليل الدخان وإزالة المرقات بسرعة.
4. السكريات المضافة Added Sugars:
غالبًا ما يُشار إلى السكريات المُضافة باسم "السعرات الحرارية الفارغة". ومع ذلك، فإنّ الآثار الضارة للسكر تذهب إلى أبعد من ذلك. رُبط السكر الذي يحتوي نسبةً عاليةً من الفركتوز، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، بعديد من الحالات الخطيرة بما في ذلك السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وأمراض الكبد الدهنية والسرطان (8).
الأطعمة التي تحتوي نسبةً عاليةً من السكريات المضافة تكون معالجة على نحوٍ كبير، وقد يكون لها خصائص إدمانية تجعل من الصعب على بعض الأشخاص تنظيم تناولهم لهذه الأطعمة. وبناءً على الدراسات التي أُجريت على حيوانات التجارب، أرجع بعض الباحثين ذلك إلى قدرة السكر على التسبب في إطلاق الدوبامين /وهو ناقل عصبي في الدماغ يحفز مسارات المكافأة/ (9).
لتقليل تناول السكر المُضاف، قلّل المشروبات المُحلاة بالسكر مثل الصودا وعصائر الفاكهة..، وتناوَل الأطعمة الخفيفة والحلويات المصنعة في بعض الأحيان فقط.
5. الزئبق Mercury في الأسماك:
تُعدّ الأسماك بروتينًا حيوانيًّا صحيًّا للغاية، لكن بعض أنواع أسماك أعماق البحار يُمكن أن تحتوي مستوياتٍ عالية من الزئبق -وهو مادة سامة معروفة-. وهذا نتيجة للملوثات التي تشق طريقها إلى أعلى السلسلة الغذائية في البحر (10).
تستهلك الأسماك الصغيرة النباتات التي تنمو في المياه الملوثة بالزئبق، ثمَّ تستهلكها الأسماك الأكبر حجمًا. وبمرور الوقت، يتراكم الزئبق في أجسام تلك الأسماك الأكبر حجمًا، والتي يأكلها الإنسان في النهاية.
الزئبق هو سمّ عصبي، ممّا يعني أنّه يمكن أن يلحق الضرر بالدماغ والأعصاب. تشير الأبحاث إلى أنّ الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات معرّضون لخطر كبير على نحوٍ خاص، لأن الزئبق يمكن أن يؤثّر في نمو دماغ الجنين والطفل والجهاز العصبي.
أظهر تحليل عام 2014 أنّ مستويات الزئبق في شعر ودم النساء والأطفال في عديد من البلدان كانت أعلى بكثير مما توصي به منظمة الصحة العالمية، خاصةً في المجتمعات الساحلية والقريبة من المناجم (11).
تحتوي بعض الأسماك، مثل سمك الماكريل وسمك أبو سيف، نسبةً عاليةً جدًّا من الزئبق ويجب تجنُّبها. ومع ذلك، لا يزال يُنصح بتناول أنواع أخرى من الأسماك لأنّها تتمتع بعديد من الفوائد الصحية. وللحدّ من تعرضك للزئبق، اختر الأسماك منخفضة الزئبق مثل السلمون والبولوك والرنجة وسمك السلور (12).
وفي الختام، عديدٌ من الادّعاءات عن الآثار الضارة للسموم الغذائية لا يدعمها العلم، لكن بعض الأطعمة والمركّبات الغذائية تستدعي القلق. لتقليل خطر التعرض للضرر، قلّل استهلاككَ للأطعمة المصنعة وزيوت البذور واللحوم المصنعة والسكريات المضافة قدر الإمكان. ومع ذلك، من المهم أيضًا أن نتذكّر أن عديد من هذه الأطعمة تكون ضارة مع تناولها بشكل مرتفع، لذلك لا يتعين عليكم التخلي عنها تمامًا، بل نقلل الكميات المتناولة منها.
المصادر: