الَّلوز.. وفعاليةٌ مزدوجةٌ تُجاه الكولّيسترول
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
وضَّح الباحثون في دراساتٍ سابقةٍ دورَ الَّلوز في خفضِ الكولّيسترول السيِّءِ أو الكولّيسترول منخفض الكثافة ( LDL cholesterol) والذي يؤدي دورًا رئيسيًا في الإصابة بأمراض القلب، ولكن تَبيَّن في دراساتٍ حديثةٍ دورُ الَّلوز في رفعِ مُستوى الكولّيسترول الجيِّدِ أو الكولّيسترول عالي الكثافة (HDL cholesterol) أيضًا.
وقد أُجرِيَتِ الدِّراسةِ على مجموعتينِ، فَطُلبَ من المجموعةِ الأولى تَناوُلُ الَّلوز، في حينِ تَناوَلَتِ المجموعةُ الثانيةُ حلوى المافين Muffin، وتبيَّنَ بواسطةِ النَّتائجِ أنَّ النُّظُمَ الغذائيَّةَ المحتوية على الَّلوز أدَّت إلى خفضِ نسبةِ الكولّيسترول السيِّئ (LDL cholesterol) ورفعِ مستوى الكولّيسترول الجيّدِ أو الكولّيسترولِ عالي الكثافةِ والذي يؤدي دورًا كبيرًا في خفضِ خَطَرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ.
وذهب الباحثون إلى أبعدَ من ذلك؛ فهم لا يرغبُون معرفةَ إذا ما كان الَّلوز يرفعُ مُستوى الكولّيسترول الجيِّدِHDL cholesterol فحسب، بل يرغبون معرفة زيادةِ فعاليَّةِ هذا النَّوعِ من الكولّيسترولِ أيضًا في جمع الكولّيسترول من الشرايين والأنسجةِ وطرحِهِ خارجَ الجسمِ.
في البداية يكون الكولّيسترول الجيّدُ HDL على شكلِ كريّاتٍ صغيرةٍ جدًا، وينطلقُ في الدورةِ الدَّمويّةِ فيجمعُ الكولّيسترولَ ويصبحُ أكبرَ وأكثرَ كرويّةً عند مرورِهِ عبر الخَلايا والأنسجةِ وصولًا إلى الكبدِ الذي يفككّهُ.
تَتراوحُ أحجامُ جُزيئاتِ الكولّيسترولِ ما بين صغيرةٍ جدًا preβ-1 إلى كبيرةٍ وناضجةٍ α-1، وبحسب الدِّراسات فقد لُوحِظَ أنَّ المجموعةَ التي تَغذَّت على الَّلوز ارتفع فيها مستوى الكولّيسترول α-1 بنسبةِ 19% (والذي يؤدّي دورًا في تقليلِ خطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويّةِ)، وزيادةُ فعاليَّة HDL بنسبةِ 6% لدى الأشخاص ذوي الوزنِ الطبيعيِّ.
ولُوحِظ بِمُتابعةِ الدِّراسةِ على 48 شخصًا مدَّةَ 6 أسابيع وتبديلِ حَلوى المافين بحفنةٍ مِنَ الَّلوزِ استجابةٌ واضحةٌ لدى الذين تناولوه، وفعاليةٌ أكبر في جمعِ الكولّيسترول وطرحِهِ خارجَ الجسمِ.
ومع أنَّ اللوز لا يقضي على أمراض القلب نهائيّاً؛ لكنَّه يُعَدُّ وجبةً صحيّةً ومغذيةً ومفيدةً للقلب وغنيّةً بفيتامين E والأليافِ والدهونِ الصحيَّةِ، وإدراجُه ضمنَ النِّظامِ الغذائيِّ خيارٌ صحيٌّ وتحديدًا عند تَناوُلِهِ باعتدالٍ، وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ هذهِ الدراسةِ دُعِمتْ من قِبَلِ The Almond Board of California.
وبِالإضافةِ إلى إمكانيَّةِ تناوُلِ الَّلوزِ نَيئًا أو مُحمَّصًا (دونَ إضافةِ الملحِ) أو في وصفاتِ الطَّبخِ؛ يتوفرُ حليب الَّلوزِ Almond milk أيضًا، وهو أحدُ بدائلِ الحليبِ، والذي يُصنع من حُبوبِ الَّلوزِ المطحونةِ والماء ومادةٍ مُحلِّيةٍ، ويحتوي على كميةِ بروتينٍ أقلَّ من الحليبِ الطبيعيِّ وحليبِ الصُويا، ولكنَّه يَتمتَّع بنكهةٍ محببةٍ وقوامٍ كريميٍّ (قشدي) يشبِهُ الحليبَ الطبيعيَّ الذي يستمتِعُ به الكثيرونَ.
ويُقدِّمُ حليبُ الَّلوزِ ثُلثَ السُّعراتِ الحراريَّةِ للحليب ذي نسبةِ الدَّسم 2% تقريبًا، ويتميَّزُ بكمياتٍ مرتفعةٍ من فيتامين E (مقدِمًا في الكوبِ الواحدِ قرابة 50% من الاحتياج اليوميِّ)، لكنَّه يَفتقِرُ إلى العديد من الفيتاميناتِ والمعادنِ والأحماضِ الدُّهنيَّة الأُخرى الموجودةِ في الحليب، وبناءً على ذلك فإنَّ حليبَ الَّلوز ليس بديلًا مناسبًا للأطفالِ.
وفيما يأتي إحدى مقالاتنا السابقة عن أهميَّة الَّلوز لمرضى الشِّريان التَّاجيِّ هنا.
المصدر: هنا